فصل: من هذه الحروف ما لفظه مشترك بين الحرفية والاسمية، وهو خمسة:
أحدهما: الكاف (١) والأصح أن اسميتها مخصوصة بالشعر؛ كقوله:
يضحكن عن كالبرد المنهم (٢)
(١) يرى الأخفش والفارسي وابن مالك: أن استعمالها اسما قياسي في سعة للكلام، ولا يختص بضرورة الشعر، وقد كثر في كلام الفحول من الشعر، وإذا صارت اسما كانت بمعنى "مثل"، وتقع فاعلا فتكون مبنية على الفتح في محل رفع؛ كقول الشاعر:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه ...... … ... … ... … ... …
ومفعولا؛ كقول آخر:
ولم أر كالمعروف أما مذاقه … فحلو وأما وجهه فجميل
وفي محل جر، نحو: تبتسم عن كاللؤلؤ، وكمثال المصنف.
(٢) رجز للعجاج بن رؤبة، يصف نسوة بالحسن والجمال وصدره:
بيض ثلاث كتعاج جم
اللغة والإعراب: بيض: جمع بيضاء. نعاج: جمع نعجة، والمراد بها هنا البقرة الوحشية، شبهت بها المرأة الحسناء، ولا يقال نعاج لغيرها. جم: جمع جماء وهي التي لا قرن لها. البرد: مطر ينعقد كرات صغيرة. المنهم: الذائب منه بعضه حتى يصير كرات صغيرة جدا. "بيض" مبتدأ. "ثلاث" صفة له "كنعاج" جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة ثانية. "جم" صفة لنعاج. "يضحكن" فعل مضارع ونون النسوة فاعل، والجملة خبر المبتدأ "كالبرد، الكاف اسم بمعنى "مثل" في محل جر بعن، والبرد مضاف إليه. "المتهم" صفة للبرد.
المعنى: أن هؤلاء النسوة البيض اللاتي كبقر الوحش خفة ورشاقة، يضحكن عن أسنان كالبرد الصغير صفاء ولطافة.