للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني والثالث: "عن"، و"على"؛، وذلك إذا دخلت عليهما "من"؛ (١)

كقوله:

من عن يميني مرة وأمامي (٢)

الشاهد: استعمال الكاف في "كالبرد" اسما بمعنى "مثل"؛ بدليل دخول حرف الجر عليها، وحرف الجر لا يدخل إلا على الاسم.

(١) ليس ذلك بقيد لاسميتهما، وإنما الغالب وقوعهما مجرورتين بمن، وإذا استعملا اسمين، كانت "عن" بمعنى جانب، و"على" بمعنى فوق. وهذا الاستعمال قياسي فيهما. وإلى استعمال الكاف و"عن" و"على" أسماء يشير الناظم بقوله:

واستعمل اسما وكذا "عن" و"على" … من أجل ذا عليهما "من" دخلا

أي أن الكاف استعملت اسما، وكذلك "عن" و"على"، ومن أجل استعمالهما اسمين دخل عليهما الحرف الجار "من"، وهو لا يدخل إلى على الأسماء.

(٢) عجز بيت من الكامل، لقطري بن الفجاءة الخارجي، وصدره:

فلقد أرباني للرماح دريئة

اللغة والإعراب: دريئة: هي الحلقة التي يتعلم عليها الطعن والرمي. "ولقد" اللام واقعة في جاب قسم مقدر، وقد حرف تحقيق. "أراني" مضارع، والفاعل أنا، والنون للوقاية، والياء مفعول أول. "للرماح" جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من دريئة، الواقع مفعولا ثانيا لأرى. "من" جارة. "عن" اسم بمعنى جانب أو جهة، في محل جر بمن، والجار والمجرور متعلق بمحذوف يدل عليه أراني. "يميني" مضاف إليه. "مرة" منصوب على المصدرية "وأمامي" معطوف على يميني.

المعنى: يصف نفسه بالشجاعة والصبر على الجلاد في معمعة الحرب حين يفر الأبطال، فتتقاذف عليه رماح الأعداء ونبالهم، وتأتيه من كل جانب وهو ثابت، أو يريد: أن المحاربين معه يتخذونه وقاية يتقون بها رمايا الأعداء؛ لشجاعته ورباطة جأشه.


* "واستعمل" ماض للمجهول، ونائب الفاعل، يعود إلى الكاف في البيت السابق. "اسما" حال من نائب الفاعل. "وكذا" متعلق بمحذوف خبر مقدم. "عن" مبتدأ مؤخر مقصود لفظه "وعلى" معطوف على عن. "من أجل" متعلق بدخل. "ذا" مضاف إليه. "عليهما" متعلق بدخل. "من" قصد لفظه مبتدأ. "دخلا" فعل ماض فاعله يعود على. "من" والألف للإطلاق، والجملة خبر المبتدأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>