للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل: ويقع الخبر ظرفًا؛ نحو: ﴿وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ﴾، ومجرورا؛ نحو: الحمد لله (١)، والصحيح أن الخبر في الحقيقة متعلقهما المحذوف، وأن تقديره كائن أو مستقر (٢)، لا كان أو استقر (٣)، وأن الضمير الذي كان فيه انتقل إلى الظرف والمجرور؛

= المعنى: أتمنى أن أعرف جواب هذا السؤال: هل هنالك سبيل للوصول إلى أم معمر ولقائها؛ لأن الشوق إليها شديد؟ أما أن أصبر على بعدها فلا سبيل إلى ذلك، ولا قدرة لي على احتماله.

الشاهد: في "لا صبرا" فإنه خبر عن الصبر، والرابط بينهما العموم؛ لأن النكرة الواقعة بعد النفي تفيد العموم، فقد نفى بجملة لا صبرا، الصبر بجميع أنواعه، ومنه الصبر عنها الواقع مبتدأ، وفي البيت شاهد آخر وهو: أن المبتدأ الواقع بعد "أما" يجب أن يقترن خبره بالفاء الزائدة. ويشترط في جملة خبر المبتدأ علاوة على اشتمالها على رابط يربطها بالمبتدأ: ألا تكون ندائية، وألا تكون مصدرة بالحروف: لكن، وبل، وحتى وفي تقسيم الخبر إلى مفرد وجملة يقول ابن مالك:

ومفردا يأتي ويأتي جمله … حاوية معنى الذي سيقت له*

أي: إن الخبر قد يكون مفردا، وقد يكون جملة. ويشترط في الجملة: أن تكون حاوية معنى المبتدأ الذي سيقت لإتمام الفائدة معه، أي: بأن تكون مشتملة على معناه؛ فإن لم تكن كذلك وجب أن تشتمل على رابط يربط بينهما، سواء كان ضميرا أو غيره.

(١) يشترط في الظرف والجار والمجرور: أن يكونا تامين؛ أي: يحصل بالإخبار بهما فائدة بمجرد ذكرهما؛ فلا يصح: محمد مكانا، ولا محمد بك لعدم الفائدة.

(٢) يشير بهذا إلى أن الخبر يقدر مفردا؛ لأن الأصل في الخبر: أن يكون اسما مفردا، وهذا رأي جمهور البصريين.

(٣) أي: كما هو رأي الأخفش والفارسي والزمخشري، محتجين بأن المحذوف عمل النصب في لفظ الظرف ومحل المجرور، والأصل في العامل: أن يكون فعلا. وقد جرى الموضح=


* "ومفردا" حال من ضمير يأتي الأولى. "يأتي" فعل مضارع وفاعله يعود على الخبر. "ويأتي" معطوف على يأتي الأولى. "جملة" حال من فاعل يأتي الثانية، وسكن للوقف. "حاوية" نعت لجملة. "معنى" مفعول حاوية. "الذي" مضاف إليه. "سيقت" ماض للمجهور ونائب الفاعل يعود على جملة، والجملة صلة الموصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>