ولو أعمل في المقعد قعد، وفي المزجر زجر، وفي المناط ناط، لم يكن شاذا.
فصل: في الظرف نوعان:
متصرف، وهو ما يفارق الظرفية إلى حالة لا تشبهها، كأن يستعمل مبتدأ، أو خبرا، أو فاعلا، أو مفعولا، أو مضافا إليه، كاليوم، تقول: اليوم يوم مبارك، وأعجبني اليوم، وأحببت يوم قدومك، وسرت نصف اليوم (١).
وغير متصرف وهو نوعان: ما لا يفارق الظرفية أصلًا، كقط وعوض (٢) تقول: ما
(١) وفي الظرف المتصرف يقول الناظم:
وما يرى ظرفا وغير ظرف … فذاك ذو تصرف في العرف
أي أن المتصرف من ظرف الزمان والمكان هو: ما استعمل ظرفا وغير ظرف، وهذا في عرف النحاة واصطلاحهم.
وهذا الظرف قد يكون معربًا متصرفا، كيوم، وشهر. أو غير متصرف، كغدوة وبكرة، وضحوة، إذا كانت منها علم جنس على وقتها المعين، وقد يكون مبنيا، كأمس، و"إذا" الواقعة مضافا إليه لاسم زمان، نحو: ساعتئذ.
(٢)"قط": ظرف زمان لاستغراق الماضي مبني على الضم، وهي مشتقة من قططت الشيء إذا قطعته، و"عوض" ظرف لاستغراق الزمان المستقبل، مثل "أبدا"، وهي مشتقة من العوض، وسمي الزمان عوضا؛ لأن كل جزء منه يخلف ما قبله فكأنه عوض عنه، وتبنى "عوض" على الحركات الثلاث إن لم تضف، فإن أضيفت أعربت، ولا يستعملان -غالبا- إلا بعد نفي أو شبهه. ومثلهما في عدم التصرف "بين"، و "بينما"، و"يدل" بمعنى مكان، نحو: خذ هذا بدل هذا، و"سحر" إذا أريد به سحر يوم بعينه، والسحر: الثلث الأخير من الليل. والظروف المركبة، كصباح مساء.
* "ما" اسم موصول مبتدأ أول. "يرى": مضارع للمجهول، ونائب الفاعل يعود إلى "ما" وهو المفعول الأول "ظرفا": المفعول الثاني، والجملة صلة، "وغير ظرف" معطوف على "ظرفا" ومضاف إليه، "فذاك ذو تصرف" مبتدأ وخبر مضاف إليه، والجملة خبر "ما" وزيدت الفاء في جملة الخبر؛ لأن المبتدأ الموصول يشبه الشرط في العموم.