للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل: ومن خصائص الوقف اجتلاب هاء السكت (١)، ولها ثلاثة مواضع:

أحدها: الفعل المُعل بحذف آخره، سواء كان الحذف للجزم، نحو: "لم يَغْزه" و"لم يخشه" و"لم يَرمه"، ومنه: ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾ (٢)، أو لأجل البناء، نحو: "اغزه"، و"اخشه"، و"ارمه"، ومنه: ﴿فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ﴾ (٣)، والهاء في ذلك كله جائزة، لا واجبة، إلا في مسألة واحدة، وهي أن يكون الفعل قد بقي على حرف واحد؛ كالأمر من "وعى يعي"، فإنك تقول: "عِه" (٤) قال الناظم: "وكذا إذا بقي على حرفين، أحدهما زائد، نحو: لم يعه". ا. هـ (٥)، وهذا مردود بإجماع المسلمين على وجوب الوقف على

(١) وذلك للتوصل إلى بقاء الحركة في الوقف، وسميت بذلك؛ لأنه يسكت عليها دون آخر الكملة.

(٢) هذا على القول بأنه من السنة، وأن لامه واو محذوفة، وأصله يتسنو، قلبت الواو ألفًا ثم حذفت للجازم فلحقته هاء السكت في الوقف، [سورة البقرة الآية: ٢٥٩].

ويرى الحجازيون: أن الهاء في يتسنه أصلية وهي لام الفعل، والفعل، مجزوم بالسكون.

وقيل: أصل "يتسنه" يتسننن بثلاث نونات، من الحمأ المسنون، أبدلت النون الثالثة ألفًا لاجتماع الأمثال، ثم وقف عليه بالهاء، وقيل: إن لام "سنه" هاد، والهاء في "يتسنه" أصلية ومعنى لم يتسنه: لم يتغير الطعام والشراب بمرور السنين.

(٣) اقتده: فعل أمر من يقتدي، والهاء ساكنة للسكت ومن كسرها فهي ضمير المصدر، وفيها الإشباع وعدمه، [سورة الأنعام من الآية: ٩٠].

(٤) أصله: أوعي، حذفت الياء للبناء على الأمر، والواو حملا على المضارع لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة، ثم حذفت همزة الوصل للاستغناء عنها، وبقيعين الكلمة بعد حذف فائها ولامها ومثلها "فِه"، أمر من الوفاء، و"قِه"، من الوقاية، و"إه" أمر من وأى يئي؛ بمعنى وعد يعد ومثال ما بقى منه الفاء فقط "ره" أصله: أراه، نقلت حركة الهمزة إلى الراء، ثم حذفت، وحذفت همزة الوصل للاستغناء عنها.

(٥) أي: كلام الناظم في غير الألفية.

<<  <  ج: ص:  >  >>