فصل: وإذا كان اسمها مفردًا؛ أي: غير مضاف ولا شبيه به، بني على الفتح (١)؛ إن كان
= وإلى إعمال "لا" عمل "إن" أشار الناظم بقوله:
عمل "إن" اجعل لـ"لا" في نكره … مفردة جاءتك أو مكرره*
أي: اجعل عمل "إن" من نصب الاسم ورفع الخبر لـ"لا" النافية للجنس، مكررة أو غير مكررة؛ بشرط أن يكون ما تعمل فيه نكرة. وعملها بعد استيفاء شروطها وهي مفردة، واجب، وعملها مكررة جائز.
هذا: وقد وردت في الفصيح أمثلة، وقعت فيها "لا" عاملة مع أن اسمها معرفة. ومن ذلك قوله ﵊:"إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده". وقول سيدنا عمر بن الخطاب، لسيدنا علي بن أبي طالب ﵄: قضية ولا أبا حسن لها. وأبو حسن: كنيه سيدنا علي. وقد صارت هذه العبارة مثلا يضرب عند الأمر العسير يتطلب من يحله. والنحاة يؤولون مثل ذلك، فيقولون: إن المعرفة هنا مراد بها اسم جنس نكرة، لكل من اتصف بالمعنى المشهور به ذلك العلم؛ أي: لا مسمى بهذا الاسم، أو إن هنالك مضافا محذوفا نكرة لا يتعرف بالإضافة؛ نحو مثل؛ أي: فلا مثل كسرى، ولا مثل قيصر، ولا مثل أبي حسن. ومن الخير أن يقتصر في مثل هذا على المسموع. وإذا دخلت "لا" على منصوب بفعل مقدر، أو اسم بمعنى الدعاء، لا تكرر؛ نحو: لا مرحبا، لا سلام عليك.
(١) ويكون في محل نصب دائما، وقيل في سبب ذلك: تركيبه مع اسمها حتى صار كالكلمة الواحدة، فأشبها الأعداد المركبة؛ كخمسة عشر وغيرها. وقد وقع اسم "لا" المفرد منصوبا في أسلوب عربي فصيح هو قولهم: لا أبا لك. وهو تركيب يراد به المبالغة في المدح أحيانا، أو في الذم أحيانا أخرى. وقد أوله النحاة على أن "أبا" منصوب بالألف مضاف إلى الكاف، واللام زائدة، والخبر محذوف؛ أي: لا أباك موجود. والإضافة هنا غير محضة لا تفيد تعريفا؛ كغير، ومثل.
قيل: وهو الأفضل، أن "أبا" اسم لا مبني على فتح مقدر على الألف على لغة من يلزم الأسماء الستة الألف، و"لك" جار ومجرور خبر.
* "عمل" مفعول أول لا جعل. "إن" مضاف إليه. "اجعل" فعل أمر، والفاعل أنت. "للا" متعلق باجعل وهو مفعوله الثاني. "في نكره" متعلق باجعل. "مفردة" حال من فاعل. "جاءتك" العائد على لا، والتاء للتأنيث، والكاف مفعوله "أو مكررة" معطوف على مفردة.