للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل في عكس ذلك:

وهو: إبدال الواو والياء من الهمزة، ويقع ذلك في بابين:

= الناظم بقوله:

وهمزا أوَّل الواوين رد … في بدء غير شبه وُوِفي الأشُد*

أي: يجب رد أول الواوين المصدرتين همز، في بدء كلمة لم تشبه "ووفي"؛ في كون الثانية ساكنة عارضة؛ ذلك لأنها بدل من الألف؛ فإن الأصل "وافى" على وزن فاعل؛ فلا يجب فيها الإبدال، بل يجوز. والأشد: القوة.

وقد ذكر المصنف تفصيل ذلك، وخلاصته: أنه يجب قلب أول الواوين المصدرتين همزة فيما يأتي.

أ- إذا كانت الهمزة الثانية متحركة؛ كما في جمع "واصلة" عل فواعل؛ تقول أواصل، وأصلها: وواصل.

ب- أو كانت الثانية ساكنة متأصلة في الواوية؛ كما في "أولى" أنثى الأول؛ فإن أصلها: وولى، بواوين، قلبت الأولى همزة، وليس في العربية سوى هذه الكلمة.

جـ- أو تكون الثانية غير مدة أصلا، بألا تكون بعد ضمة؛ كأول.

ويجوز القلب:

أ- إذا كانت الثانية مدة عارضة غير أصلية؛ مثل: "ووفي" مبنية للمجهول؛ فإنها منقلبة عن الألف الزائدة في الماضي؛ وهو "وافى"، على وزن فاعل؛ فيجوز أن يقال: أوفى.

ب- أو كانت منقلبة عن حرف أصلي؛ مثل: "وولى" أنثى الأوأل، أفعل تفضيل.

جـ- وكذلك تبدل الهمزة جوازا من الواو، إذا كانت مضمومة ضمة لازمة غير مشددة؛ مثل: "أُجوه"، جمع وجه، و"أدؤر"، جمع دار، والأصل: وُجُوه، وأدوُر.

د- أو كانت مصدرة مكسورة؛ كإشاح وإفادة، في وشاح ووفادة، وتبدل من الياء إذا كانت مكسورة بين ألف وياء مشددة؛ نحو: رائي وغائي، في النسبة إلى: راية وغاية، والأصل: راييّ وغاييِّ، بثلاث ياءات؛ فخففت الأولى بقلبها همزة.


* "وهمزا" مفعول رد الثاني مقدم. "أول الواوين" أول مفعوله الأول، والواوين مضاف إليه. "رد" فعل أمر.
"في بدء" متعلق برد. "غير شبه" مضاف إليه. "ووفي الأشد" مضاف إليه لشبه، مقصود لفظه، ووفي فعل ماض مبني للمجهول، والأشد نائب فاعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>