أحدُهُما: باب الجمع الذي على "مَفاعِل" (١)، وذلك إذا وقعت الهمزة بعد ألفه، وكانت تلك الهمزة عارضة في الجمع (٢)، وكانت لام الجمع همزة، أو ياء، أو واوًا.
وخرج باشتراط العروض نحو: المرآة والمرائي؛ فإن الهمزة موجودة في المفرد؛ لأن المرآة "مِفْعَلَة" من الرُّؤية؛ فلا تغير في الجمع (٣).
وخرج باشتراط اعتلال اللام نحو: صحائف وعجائز ورسائل؛ فلا تُغيَّر الهمزة في شيء من ذلك أيضًا.
وأما ما حصل فيه ما شرطناه (٤)، فيجب فيه عَمَلان: قلب كَسْرة الهمزة فتحة، ثم قلبها ياء في ثلاث مسائل؛ وهي:
أن تكون لام الواحد همزة، أو ياء أصليه، أو ياء منقلبة عن واو.
وواوًا في مسألة واحدة؛ وهي: أن تكون لام الواحد واوًا ظاهرة (٥).
(١) أي: وما يشبهه؛ كما تقدم؛ من كل جمع تكسير يماثله في عدد الحروف وضبطها، وإن لم يماثله في وزنه الصرفي؛ فيدخل في ذلك: فواعل، وفعالل، وأفاعل … إلخ.
(٢) أي: ليست أصلية فيه؛ وذلك بأن لم تكن في المفرد، بل جاءت في الجمع بدلا من حرف علة في المفرد.
(٣) وسمع "مرايا" بالإبدال شذوذا؛ سلوكا بالهمز الأصلي مسلك العارض بسبب الجمع، كما شذ عكسه؛ وهو السلوك بالعارض مسلك الأصلي في قول عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، عم الرسول، من قصيدة قالها في شأن يوم بدر، وما وقع له من قطع رجله، ومبارزته هو وحمزة وعلي، ومات ﵁ بالصفراء وهم راجعون، وهو المراد من قوله "ثلاثتنا" في هذا البيت.
فما بَرِحَت أقدامنا في مكاننا … ثلاثتنا حتى أُزِيروا المنائيا
وقول بعض العرب: اللهم اغفر لي خطائئ، بهمزتين، والقياس: خطاياي؛ لأنه جمع خطيئة.
(٤) وهو وقوع الهمزة بعد ألف الجمع الذي على وزن "مفاعل"، وكون الهمزة عارضة في الجمع، وكون لام الجمع معتلة: "واو، أو ياء، أو همزة".
(٥) أي: سالمة في اللفظ من القلب ياء.