للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل في لو]

لـ"لو" ثلاثة أوجه:

أحدها: أن تكون مصدرية؛ فترادف "أنْ" (١) وأكثر وقوعها بعد "وَدَّ"، نحو: ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِن﴾ أو "يود" (٢) نحو: ﴿يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ﴾ (٣) ومن القليل قول قتيلة:

ما كان ضرك لو مننت، وربما … مَنَّ الفتى وهو المغيظ المحنق (٤)

[فصل في لو]

(١) أي: يكون مثله في المعنى والسبك، لا في النصب، ولا بد أن يطلبها عامل وتوصل بالجملة الماضوية وبالمضارعية، ولا توصل بجملة أمرية ووصلها بالجملة الاسمية قليل، كقوله تعالى: ﴿وَإِنْ يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ﴾ [سورة الأحزاب الآية: ٢٠]، ويتكون منها ومن صلتها مصدر مؤول، ولا تحتاج لجواب، "انظر باب الموصول الجزء الأول صفحة ١٤٦".

(٢) وكذلك ما هو بمعناهما؛ نحو: أحب يحب، رغب يرغب، اختار يختار.

(٣) "لو" وما بعدها في المثالين في تأويل مصدر مفعول؛ أي: الادهان والتعمير. [سورة القلم الآية: ٩]، و [سورة البقرة الآية: ٩٦].

(٤) بيت من الكامل، من قصيدة لقتيلة بنت النضر بن الحارث الأسدية، تخاطب النبي ، وكان قد قتل أباها صبرا بالصفراء، بعد انصرافه من غزوة بدر، قيل، لأنه كان يقرأ على العرب أخبار العجم، ويقول لهم: محمد يأتيكم بأخبار عاد وثود، وأنا آتيكم بخبر الأكاسرة والقياصرة، يريد بذلك إيذاء الرسول، روي أن الرسول لما سمع كلامها قال: "لو سمعتها قبل أن أقتله ما قتلته ولعفوت عنه".

اللغة والإعراب: ضرك: عاد عليك بالضرر. مننت: أنعمت وتفضلت المغيظ: اسم مفعول، من غاظه يغبظه؛ إذا أغضبه وأثاره، المحنق: الذي يكن الغيظ في صدره، وهو اسم مفعول أيضًا من أحنفه، إذا أغضبه. "ما" استفهامية مبتدأ، "كان" زائدة، "ضرك" فعل ومفعول. "لو مننت" لو مصدرية وهي وما بعدها في تأويل مصدر فاعل ضر، والجملة خبر ما. ويجوز أن تعرب "كان" عاملة، ومصدر "لو مننت" اسمها، وجملة ضرك. =

<<  <  ج: ص:  >  >>