أحدها: ما يفيد في الخبر يقينا (١)، وهو أربعة: وجد (٢)، وألفى (٣)، وتعلم بمعنى اعلم (٤)، ودرى (٥)؛ قال الله -تعالى: ﴿تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا﴾ (٦)، ﴿إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ﴾، وقال الشاعر:
(١) أي: إن المتكلم يعتقد اعتقادا جازما لا يشوبه شك، سواء أكان هذا الاعتقاد صحيحا في الواقع، أم لا.
(٢) أي: بمعنى "علم"، ومصدرها الوجود، وقيل: الوجدان؛ فإن كان بمعنى أصاب وصادف تعدت إلى واحد، ومصدرها الوجدان، وإن كانت بمعنى استغنى أو حزن أو حقد؛ فهي لازمة، ومصدر الأولين وجد، والأخيرة موجدة.
(٣) لا يستعمل هذا الفعل هنا إلا مزيدا بالهمزة، ويأتي بمعنى: أصاب ووجد، فيتعدى لواحد؛ تقول فقدت كتابي، ثم ألفيته؛ أي: وجدته وأصبته.
(٤) هو فعل أمر جامد عند أكثر النحاة بمعنى "اعلم"، يراد به الأمر بتحصيل العلم والمعرفة في الحال، ويكثر دخوله على "أن" وصلتها. وقد يأتي بمعنى حصل العلم مستقبلا بالأخذ في أسبابه، فيتعدى لواحد؛ تقول تعلم فن الاختزال فهو مفيد في هذا العصر.
(٥) أي: بمعنى علم، والأكثر فيه أن يتعدى إلى مفعوليه بالباء، ويأتي بمعنى ختل وخدع، فيتعدى لواحد؛ تقول: دريت الصيد؛ أي: خدعته.
(٦) الهاء المتصلة بتجد مفعوله الأول، و"خيرا" مفعوله الثاني، و"هو" ضمير فصل لا محل له.