إذا كانت الواو والياء فاء للافتعال أبدلت تاء (١) وأدغمت في تاء الافتعال، وما تصرف منها (٢) نحو: اتصل واتعد (٣) من الوصل والوعد، واتسر من اليسر (٤)، قال:
فإن تَتَّعِدني أتَّعِدك بمثلها (٥)
(١) وذلك لعسر النطق بحرف اللين الساكن مع التاء؛ لقرب مخرجيهما وتنافر صفتيهما؛ لأن حروف اللين مجهورة والتاء مهموسة، وحروف الهمس مجموعة في هذه العبارة "فحثة شخص سكت" وما عداها مجهور. ويشترط في هذا الإبدال: ألا تكن الواو والياء مبدلتين من همزة.
(٥) صدر بيت من الطويل للأعشى ميمون بن قيس، من قصيدة يهجو فيها علقمة بن علاثة ويتهدده، وكان الأعشى قد مدح عامر بن الطفيل وحكم له على علقمة في منافرة وقعت بينهما، وعجزه:
وسوف أَزِيد الباقيات القَوارِصا
اللغة والإعراب: تتعدني: تتوعدني وتتهددني، وتعده: أوعده بالشر الباقيات المراد الأشعار التي تبقى على ألسنة الرواة يرونها للأعقاب، القوارص: جمع قارصة وهي الكلمة المؤذية المؤلمة. "إن" شرطية. "تتعدني" فعل مضارع فعل الشرط. "اتعدك" جواب الشرط. "بمثلها" متعلق به. "وسوف" الواو عاطفة، وسوف حرف تنفيس. "الباقيات" مفعول أزيد منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة. "القوارص" نعت للباقيات.
المعنى: إن كنت تتوعدني وتهددني يا علقمة؛ لأني أنصفت خصمك فإني أقابلك بالمثل، وأهجوك بشعر مؤلم يتناوله الرواة.
الشاهد: في "تتعدني وأتعدك" فإن أصلهما: توتعدني، وأوتعدك؛ لأنهما من الوعد، فقلبت الواو فيهما تاء وأدغمت في التاء الزائدة بعدها وهي تاء الافتعال.