للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

باب: النسب ١

إذا أردت النسب إلى شيء فلا بد لك من عملين في آخره، أحدهما: أن تزيد عليه ياء مشددة تصير حرف إعرابه، والثاني: أن تكسره؛ فتقول في النسب إلى دِمَشْق: دِمَشْقِي.

ويحذف لهذه الياء أمور في الآخر، وأمور متصلة بالآخر.

أما التي في الآخر فستة:


باب: النسب
١ هو زيادة ياء مشددة في آخر الاسم، وقبلها كسرة؛ لتدل على أن شيئًا منسوبًا لذلك الاسم المجرد منها؛ أي: مرتبطًا ومتصلًا به، بأي نوع من أنواع الارتباط والغرض منه: توضيح المنسوب أو تخصيصه؛ وذلك بنسبته إلى موطنه نحو: قاهري، أو إسكندري، أو قبيلته نحو: هاشمي، أو صنعته كمطبعي، أو إلى صفة يمتاز بها كإداري، أو علم نبغ فيه كنحوي..... إلخ.
وتسمى تلك الياء "ياء النسب" والاسم الذي تتصل به "المنسوب إليه"، والشيء الذي تدل على اتصاله بما قبلها "المنسوب" وهذه الياء المشددة لا يجوز تخفيفها لئلا تلتبس بياء المتكلم المضاف إليها، ويحدث للاسم ثلاث تغييرات:
لفظي وهو: زيادة ياء مشددة في آخر المنسوب إليه، وكسر ما قبلها، وما يتبع ذلك من تغييرات ستأتي، ثم إجراء الإعراب بعلاماته المختلفة على هذه الياء.
وقد أشار المصنف إلى ذلك كما سيأتي قريبًا.
ومعنوي وهو: صيرورته اسمًا للمنسوب، بعد أن كان اسمًا للمنسوب إليه.
وحكمي وهو: أنه بسبب هذا الأثر المعنوي يعتبر مؤولا بالمشتق؛ لتضمنه معناه، فيصلح للمواضع التي تحتاج إلى مشتق. وقد يرفع بعده اسمًا ظاهرًا أو مضمرًا باطراد؛ فيكون كالصفة المشبهة في رفع الظاهر والمضمر ويعرب مرفوعه نائب فاعل، تقول: علي حجازي أبوه وأمه مصرية، ولا يعمل النصب إلا في ظرف أو حال، تقول: أنا مصري أبدا وأنا وطني مخلصًا.
وقد أشار الناظم إلى ما تقدم مقتصرًا على التغيير اللفظي، فقال:
ياء كـ"يا" الكرسي زادوا للنسب ... وكل ما تليه كسره وجب*
أي: إن العرب زادوا ياء في آخر الاسم، مثل ياء الكرسي؛ لتدل على النسب، ويجب كسر الحرف الذي تليه؛ أي: تقع بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>