للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل: وللخبر ثلاث حالات]

إحداها التأخر، وهو الأصل (١)؛ كزيد قائم. ويجب في أربع مسائل:

إحداها: أن يخاف التباسه بالمبتدأ، وذلك إذا كانا معرفتين، أو متساويين (٢)، ولا قرينة؛ نحو: زيد أخوك، وأفضل منك أفضل مني (٣)، بخلاف: "رجل صالح حاضر، وأبو يوسف أبو حنيفة (٤)، وقوله:

بنونا بنو أبنائنا. . . . . . . . . . . (٥)

أي: بنو أبنائنا مثل بنينا.

(١) ذلك لأنه محكوم به مجهول غالبا، فيجب أن يسبقه المحكوم عليه المعلوم وهو المبتدأ، والخبر يشبه الصفة، وهي تتأخر عن الموصوف. وفي ذلك يقول الناظم:

والأصل في الأخبار أن تؤخرا … وجوزوا التقديم إذ لا ضررا *

أي: إن الأصل تقديم المبتدأ وتأخير الخبر للأسباب التي ذكرت. ويجوز تقديم الخبر إذا لم يحدث ضرر من ذلك؛ كحصول لبس أو نحوه.

(٢) أي: نكرتين متساويتين في درجة تنكيرهما، بحيث تصلح كل منهما أن تكون مبتدأ.

(٣) فكل من جزأي المثالين صالح لأن يخبر عنه الآخر، لكن المعنى يختلف باختلاف الغرض المقصود.

(٤) فإن هنالك قرينة لفظية في المثال الأول تجعل "رجل" هو المبتدأ، وهي الصفة، وفي المثال الثاني قرينة معنوية، وهي التشبيه الحقيقي الذي يقتضي أن يكون "أبو يوسف" هو المبتدأ؛ لأنه المشبه، سواء تقدم أو تأخر.

(٥) جزء من صدر بيت من الطويل، ينسب للفرزدق الشاعر الأموي المشهور. وتمامه:

وبناتنا … بنوهن أبناء الرجال الأباعد

=


* "والأصل" مبتدأ. "في الأخبار. "متعلق به. "أن تؤخرا" أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر خبر المبتدأ، ونائب فاعل. "تؤخرا" يعود على الأخبار، والألف للإطلاق. "وجوزوا التقديم". فعل وفاعل ومفعول. "إذ" ظرف زمان متعلق بجوزوا. "لا" نافية للجنس. "ضررا" اسمها مبني على الفتح، والألف للإطلاق وخبرها محذوف؛ أي: موجود، والجملة من لا ومعموليها في محل جر بإضافة إذ إليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>