هذا باب المفعول معه:
وهو: اسم فضلة، تال لواو بمعنى مع (١)، تالية لجملة، ذات فعل، أو اسم فيه معناه وحروفه، كسرت والطريق، وأنا سائر النيل (٢).
فخرج باللفظ الأول (٣)، نحو: لا تأكل السمك وتشرب اللبن، ونحو: سرت الشمس والشمس طالعة، فإن الواو داخلة في الأول على فعل، وفي الثاني على جملة.
وبالثاني (٤): نحو: اشترك زيد وعمرو.
وبالثالث (٥) نحو: جئت مع زيد.
وبالرابع (٦): نحو: جاء زيد وعمرو قبله أو بعده (٧).
وبالخامس (٨) نحو: كل رجل وضيعته، فلا يجوز فيه النصب (٩) خلافا للضميري.
هذا باب المفعول معه:
(١) أي أن هذه الواو تدل على أن ما بعدها قد صاحب ولازم الاسم الذي قبلها، في زمن وقوع الفعل، سواء شاركه في الحدث أو لا، وقوله: "تال" يدل على أنه لا يجوز الفصل بين الواو والمفعول معه، ولو بشبه الجملة، كما لا يجوز حذفها.
(٢) المثال الأول للجملة ذات الفعل، والثاني لذات الاسم الذي فيه معنى الفعل وحروفه، وهو سائر، وكل منها مستوف للشروط. ومثلهما في العمل: اسم الفعل.
(٣) أي: هو "اسم" ويشترط -على الصحيح- أن يكون صريحًا.
(٤) وهو قوله: "فضلة".
(٥) وهو قوله: "تال الواو".
(٦) وهو قوله: "بمعنى مع".
(٧) فإن التقييد بالقبلية أو البعدية ينافي المعية.
(٨) وهو قوله: "تالية لجملة".
(٩) هذا: إذا قدر الخبر مثنى، كأنه قيل: كل رجل وضيعته مقترنان، أما إذا قدر الخبر مفردا، فيجوز النصب على المعية، عطفا على ضمير الخبر، كأنه قيل: كل رجل موجود وضيعته.
والصيمري هو: أبو محمد عبد الله بن علي، ابن إسحاق الصيمري النحوي، نسبة إلى الصيمرة، وهي بلدة بالبصرة، كان عالما فاضلا. قدم مصر، ونقل عنه أبو حيان كثيرا، وله كتاب جليل في النحو، يسمى: "التبصرة"، يشغل به أهل المغرب، وقد أحسن فيه التعليل لمذهب البصريين.