للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن يُشاركه في هذا: مالكٌ، وعامرٌ، وحارثٌ (١).

فصلٌ: ويجوزُ ترخيمُ غيرِ المنادَى بثلاثة شروطٍ:

أحَدُهَا: أَنْ يكونَ ذلك في الضرورة.

الثَّانِي: أَنْ يصلح الاسم للنداء (٢)، فَلا يجوزُ فِي نَحْوِ الغلامِ.

بدل أو عطف بيان من اسم الإشارة. "وإن كنت" شرط وفعله، والتاء اسم كان. "قد أزمعت صرمي" الجملة خبر كان. "فأجملي" الفاء واقعة في جواب الشرط، وأجملي فعل أمر مبني على حذف النون والياء فاعل.

المعنى:- ترفقي بي يا فاطمة، واتركي الدلال وإظهار الهجر، وإن كنت قد اعتزمت هجري حقا، ووطنت نفسك عليه، فأحسني في ذلك، وكوني بي رفيقة رحيمة.

الشاهد:- في "أفاطم"؛ فهو اسم مؤنث رحم بحذف التاء، وهذا كثير، بل أكثر من غير المرخم.

(١) - فإن ترخيمها أكثر من تركه؛ لكثرة استعمالها في الشعر العربي في النداء، وأسماء للرجال.

(٢) - أي لمباشرة حرف النداء. ولا شك أن "الغلام" لا يصلح لذلك، بسبب وجود "أل"، وفي هذا يقول الناظم:

وَلَاضْطَرَارٍ رَخَّمُوا دُونَ نِدَا … مَا لِلنِّدَا يَصْلُحُ نَحْوُ "أَحْمَدَا" *

أي: رخموا للضرورة -في غير النداء- ما يصلح أن يكون منادى؛ نحو: "أحمد"، فنص الناظم على شرطين هما: أن يكون الترخيم للضرورة، وأن يكون المرخم صالحا للنداء، وقد عرفت باقي الشروط. ولا يشترط في المرخم للضرورة أن يكون معرفة، فقد ترخم النكرة كقول الشاعر:

* لَيْسَ حَيٌّ عَلَى المَنُونِ بِخَالِ *

أي: بخالد.


* "ولاضطرار" مفعول لأجله متعلق برخموا. "دون نداء" دون ظرف متعلق بمحذوف حال من "ما" مقدم على صاحبه، وندا مضاف إليه. "ما" اسم موصول، مفعول رخموا. "للندا" متعلق بيصلح الواقع صلة لما. "نحو" خبر لمبتدإ محذوف. "أحمد" مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة؛ للعلمية ووزن الفعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>