ويسمى أيضًا باب الإعمال، وحقيقته أن يتقدم فعلان (٢) متصرفان، أو اسمان يشبهانهما (٣)، أو فعل متصرف واسم يشبهه، ويتأخر عنهما غير سببي مرفوع (٤)، وهو مطلوب لكل منهما من حيث المعنى (٥).
مثال الفعلين: ﴿آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا﴾ (٦)، ومثال الاسمين قوله:
هذا باب التنازع في العمل:
(١) التنازع معناه لغة: التجاذب، واصطلاحا ما ذكره المصنف.
(٢) أي مذكوران، فلا تنازع بين عاملين محذوفين، أو محذوف أحدهما، وقد يكون التنازع بين أكثر من عاملين كما سيأتي.
(٣) أي في العمل لا في التصرف بدليل التمثيل بقوله -تعالى-: ﴿هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾، فإن "ها" اسم فعل جامد، والمراد بالاسم المشبه هنا: اسم الفاعل واسم المفعول، والمصدر اسمه، واسم الفعل.
(٤) أو غير مرفوع؛ لأنه يلزم عليه إسناد أحدهما على السببي، والآخر إلى ضميره، فيكن رافع ضمير السببي حاليا من رابط يربطه بالمبتدأ، نحو: زيد قام وقعد أخوه، يحمل على أن السببي، وهو "أخوه" مبتدأ ثان، والعاملان قبله مع ضميريهما خبران عنه، وهذا الشرط لم يذكره النحاة.
(٥) سواء كان الطلب على جهة التوافق في الفاعلية أو المفعولية، أو مع التحالف فيهما.
هذا: ولا بد أن يكون بين العاملين نوع من الارتباط، إما بالعطف مطلقا، نحو: أشكر وأحمد الله، أو بأن يكون المتأخر جوابا في المعنى عن السابق، نحو قوله تعالى: ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾، أو معمولا له. نحو قوله سبحانه: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا﴾. أو يكون العاملان خبرين عن اسم، نحو: المعلم مؤاخ معاقب المهمل، أو غير ذلك من عوامل الربط.
(٦) فـ"آتوني" يطلب "قطرا" على أنه مفعول ثان، وأفرغ" يطلبه على أنه مفعول أول. وقد أعمل الثاني فيه، وأعمل الأول في ضميره، وحذف؛ لأنه فضلة. لو أعمل الأول في "قطرا" لذكر ضميره في الثاني وقيل: أفرغه، والقطر: النحاس المذاب.