فخرج بذكر التعيين النكرات (٢)، وبذكر الإطلاق ما عدا العلم من المعارف؛ فإن تعيينها لمسمياتها تعيين مقيد؛ ألا ترى أن ذا الألف واللام مثلًا، إنما يعين مسماه ما دامت فيه "أل"؟ فإذا فارقته فارقه التَّعْين، ونحو "هذا" إنما يعين مسماه ما دام حاضرًا، وكذا الباقي (٣).
فصل: ومسماه نوعان:
أولو العلم: من المذكرين كجعفر (٤)، والمؤنثات كخِرِنقَ (٥).
(١) أي: غير مقيد بقرينة تكلم، أو إشارة حسية أو معنوية، أو زيادة لفظية؛ كالصلة، أو غير ذلك من القرائن التي توضح مدلوله، وتحدد المراد منه، بل بمجرد الوضع أو الغلبة.
(٢) فإنها تدل على شيء غير معين، كما أسلفنا في أول النكرة والمعرفة.
(٣) فالموصول يعين مسماه بالصلة، والضمير عين مسماه بالتكلم أو الخطاب أو الغيبة، والمضاف يعين مسماه بالمضاف إليه.
(٤) أصل الجعفر: النهر عامة، أو الصغير فوق الجدول، أو الملآن، ثم سمي به رجل معين.
(٥) الخرنق: ولد الأرنب للذكر والأنثى، أو الفتي من الأرنب، ثم سميت به امرأة شاعرة، هي أخت طرفة بن العبد لأمه.
(٦) أي: النوع الثاني من قسم العلم: الأشياء الأليفة من غير أولي العلم، التي يكون للواحد منها علم خاص به.