للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل: يعمل اسم الفعل عمل مسماه (١)؛ تقول: "هيهات نجد"؛ كما تقول: بعدت نجد؛ قال:

فهيهات هيهات العقيق ومن به (٢)

وتقول: "شتان زيد وعمرو؛ كما تقول: "افترق زيد وعمرو"؛ و"تراك زيدًا كما تقول: "اترك زيدًا".

وقد يكون اسم الفعل مشتركًا بين أفعال سميت به، فيستعمل على أوجه باعتبارها (٣)؛ قالوا: "حيهل الثريد بمعنى: ائت الثريد، و"حيهل على الخير"؛ بمعنى أقبل على الخير، وقالوا: "إذا ذكر الصالحون فحيهل بعمر"؛ أي أسرعوا بذكره (٤).

ولا يجوز تقديم معمول اسم الفعل عليه (٥) خلافًا للكسائي، وأمَّا: ﴿كِتَابَ اللَّه﴾

(١) أي عمل الفعل الذي يدل عليه؛ فيرفع الفاعل مثله حتما، ويسايره في التعدي واللزوم غالبًا، وباقي المكملات، فإن كان فعله متعديًّا أو لازمًا فهو مثله، وإن تعد بحرف جر معين فهو مثله أيضًا وإن كان مسماه مما لا يكتفي بمرفوع واحد كان اسم فعله مثله. ومن غير الغالب أن يخالفه في ذلك؛ مثل: "آمين"؛ فإنه لازم، وفعله -وهو "زد"- متعد … إلخ.

(٢) صدر بيت من الطويل، لجرير الشاعر الأموي، وعجزه:

وهيهات خل بالعقيق نواصله

وقد تقدم إعراب هذا البيت وشرحه في الجزء الثاني، "باب التنازع"، صفحة ١٠٢؛ فارجع إليه إن شئت.

الشاهد: فيه هنا: أن "هيهات" اسم فعل ماض بمعنى "بعد"، وقد عمل عمل الفعل الذي بمعناه.

(٣) بمعنى أنه يساير في التعدي واللزوم، الفعل الذي يؤدي معناه.

(٤) قول يروى عن ابن مسعود، ويراد به سيدنا عمر بن الخطاب .

(٥) وذلك لضعفه بعدم التصرف؛ ففي مثل: عليك نفسك، لا يصح في الغالب أني قال: نفسك عليك.

وفي عملها عمل الفعل الذي تنوب عنه، وفي أن معمولاتها لا تتقدم عليها. يقول

<<  <  ج: ص:  >  >>