للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلَيْكُم﴾، وقوله:

يا أيها المائح دلوي دونكا (١)

فمؤولان (٢).

الناظم:

وما لما تنوب عنه من عمل … لها وأخر ما لذي فيه العمل

أي أن ما يثبت من عمل للفعل الذي تنوب عنه، يثبت لها، وأخر معمولها عنها.

(١) صدر بيت من الرجز، لراجز جاهلي من بني أسيد بن عمرو بن تميم، ونسبه بعضهم لجارية من بني مازن مع أبيات أخرى، تخاطب ناجية الأسلمي صاحب بدن الرسول وهو يميح على الناس في القليب، والصواب الأول، عجزه:

إني رأيت الناس يحمدونكا

اللغة والإعراب: المائح: الذي ينزل البئر ليملأ الدلاء عند قلة مائها، أما الذي يقف للتنبيه. "المائح" نعت أي. "دلوي" مفعول لفعل محذوف يفسره اسم الفعل المذكور؛ أي خذ دلوي، أو مبتدأ، و"دونكما" اسم فعل أمر بمعنى خذ، والفاعل أنت، والجملة خبر المبتدأ، وهنالك مفعول محذوف يربط جملة الخبر بالمبتدأ، والتقدير "دونكه".

المعنى: يا أيها المائح خذ دلوي فاملأه؛ فإني رأيت الناس يثنون عليك لمروءتك.

الشاهد: في "دلوي دونكا"؛ حيث يدل ظاهره على أن "دلوي" مفعول مقدم لدونكا، وهو ما استدل به الكسائي على جواز تقديم معمول اسم الفاعل عليه.

(٢) قيل في تأويل الآية: ﴿كِتَابَ﴾ مصدر منصوب بفعل محذوف، وهو مؤكد لنفسه؛ لأن قوله: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُم﴾ يدل على أن ذلك مكتوب، ﴿عَلَيْكُم﴾ متعلق به، أو بالفعل المحذوف، لا اسم فعل، والتقدير: كتب الله عليكم ذلك كتابا، فحذف الفعل وأضيف المصدر إلى فاعله. من الآية ٢٤ من سورة النساء.


* "وما" اسم موصول مبتدأ. "لما" متعلق بمحذوف صلة. "تنوب" الفاعل يعود على أسماء الأفعال، والجملة صلة "ما" المجرورة محلا باللام. "عنه" متعلق بتنوب. "من عمل" بيان لما الأولى. "لها" خبر المبتدأ، أي: وما ثبت للفعل الذي تنوب هي عنه كائن لها. "ما" اسم موصول مفعول لأخر. "لذي" خبر مقدم. "فيه" متعلق بالعمل الواقع مبتدأ مؤخرا، وجملة المبتدأ والخبر صلة ما.

<<  <  ج: ص:  >  >>