للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسألة: أجمعوا على جواز قصر الممدود (١) للضرورة كقوله:

لا بد من صتعا وإن طال السفر (٢)

وقوله:

وأهل الوفا من حادث وقديم (٣)

(١) لأنه رجوع إلى الأصل، وهو القصر، ويكون بحذف الألف قبل الآخر، وأجازه الفراء بشرط ألا يقتضي القياس مده، ومنعه الكسائي في حالتي الرفع والجر، وذلك كله مردود بما ذكر من الشواهد وغيرها.

(٢) صدر بيت من الرجز، لم يعين قائله، وعجزه.

وإن تحنى كل عود ودبر

اللغة والإعراب: صنعا: اسم مدينة باليمن. تحنى: انحنى؛ من حني ظهره إذا احدودب.

عود: هو المسن من الإبل. دِبر: أصابته الدبرة؛ وهي قرحة تحدث في البعير من احتكاك الرحل وغيره.

"لا" نافية "بد" اسمها مبني على الفتح، والخبر محذوف؛ أي: حاصل "من صنعا" متعلق بيد، أو هو خبر لا. "وإن طال" شرط وفعله "السفرا" فاعل طال وسكن للروي. والجواب محذوف؛ أي: فلا بد منه.

المعنى: لا بد من الوصول إلى صنعا، وإن بعدت الشقة وأصاب المطايا ما أصابها من الضعف والمرض.

الشاهد: قصر "صنعا" لضرورة الوزن، هي ممدودة، وأصلها: صنعاء.

(٣) عجز بيت من الطويل، لم ينسب لقائل، وصدره:

فهم مثل الناس الذي تعرفونه

اللغة والإعراب: مثل الناس، المراد: أنهم مشهورون كالمثل. الوفا: ضد الغدر ونفض العهود.

"هم" ضمير منفصل مبتدأ. "مثل الناس" مثل خبر والناس مضاف إليه، "الذي" صفة لمثل، وجملة "تعرفونه" صلة. "وأهل الوفاء" وأهل معطوف على مثل، والوفا مضاف إليه. "من حادث" متعلق بمحذوف حال من "أهل الوفا".

المعنى: أن هؤلاء القوم الذي مدحهم أمرهم مشهور؛ يضرب بهم الناس المثل في الفضائل وفي كل صفة من صفات الخير والنبل والرجولية، وهم أهل وفاء حديثًا وقديمًا.

الشاهد: قصر "الوفا" لضرورة الوزن، وأصله: الوفاء بالمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>