لأنهم أجروا الدابة مجرى الجامد، فلا يجرونها على موصوف.
فصل: الأعداد التي تضاف للمعدود عشرة، وهي نوعان:
أحدهما: الثلاثة والعشرة وما بينهما، وحق ما تضاف إليه أن يكون جمعًا، مكسرا من أبنية القلة (١) نحو: ثلاثة أفلس، وأربعة أعبد، وسبعة أبحر، وقد يتخلف كل واحد من هذه الأمور الثلاثة فيضاف للمفرد؛ وذلك إذا كان مائة (٢) نحو: ثلائمائة وتسعمائة، وشذ في الضرورة قوله:
ثلاث مئين للملوك وفى بها (٣)
(١) وذلك ليتطابق المعدود والعدد في الدلالة على التعدد لفظًا ومعنى؛ فإن ألفاظ العدد أقرب إلى جمع التكسير لفظًا، وفي ذلك يقول الناظم:
والمميز اجرر … جمعا بلفظ قلة في الأكثر*
أي: اجعل تمييز الثلاثة إلى العشرة مجرورًا بالإضافة، والغالب أن يضاف إلى جمع قلة؛ إن كان للمعدود جمع قلة وكثرة، فإن لم يكن للكلمة إلا جمع كثرة صح التميز به بلا ضعف.
(٢) أي: إذا كان التمييز لفظ "مائة" فإن لفظها مفرد، وإن كانت جمعًا في المعنى؛ لأنها عشر عشرات، وهو حد جمع القلة. وكذلك إذا كان اسم جمع كقوم ورهط، أو اسم جنس، كنحل وبقر والغالب في هذين النوعين أن يكونا مجرورين بالحرف "من" تقول: ثلاثة من القوم فازوا، وخمسة من البقر، ولدت، ومنه قوله تعالى: ﴿فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ﴾. ومن جرهما بالإضافة قوله -تعالى: ﴿وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ﴾. وقوله ﵇:"ليس فيما دون خمس ذود صدقة" قيل: والأحسن قصره على السماع.
(٣) صدر بيت من الطويل للفرزدق همام بن غالب في الفخر، وعجزه.
ردائي وجلت عن وجوه الأهاتم
=
* "والمميز" مفعول اجرر مقدم. "اجرر" فعل وأمر والفاعل أنت. "جمعا" حال من المميز. "بلفظ" متعلق به. "قلة" مضاف إليه. "في الأكثر" جار ومجرور متعلق بقلة.