للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل: ينوب عن المصدر في الانتصاب على المفعول المطلق ما يدل على المصدر (١)، من صفة، كسرت أحسن السير (٢)، واشتمل الصماء (٣)، وضربته ضرب الأمير اللص، إذ الأصل: ضربا مثل ضرب الأمير اللص، فحذف الموصوف ثم المضاف أو ضميره (٤)، نحو عبد الله أظنه جالسا (٥)، ونحو: ﴿لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا﴾ (٦)، أو إشارة إليه (٧)، كضربته ذلك الضرب (٨)، أو مرادف له نحو: شنئته بغضا، وأحببته

والطبيعة والطيبة والحيوية. وقرر إجازة الاشتقاق في لغة العلوم عند الحاجة، فيقال: منحس، من النحاس، ومقصدر، من القصدير، ومكهرب من الكهرباء، ومنشى، من النشا … إلخ.

(١) أي عند حذفه وهذه الصور الآتية، للمفعول المطلق المبين لنوع عامله.

(٢) الأصل: سرت السير أحسن السير، فحذف الموصوف ودلت عليه إضافة الصفة إلى مثله، ونابت منابه.

(٣) الأصل الشملة الصماء، فحذف الموصوف ونابت الصفة منابه، والشملة الصماء أن يجلل المرء جسده بثوبه، ويضم طرفيه كما يفعل الإعراب بأكسيتهم، فيرد الكساء من قبل يمينه على يده اليسرى وعاتقه الأيسر، ثم يرده ثانية من خلفه اليمنى وعاتقه الأيمن فيغطيهما جميعًا.

(٤) أي الضمير العائد على مثل المصدر المحذوف، وقوله: "أو ضميره" معطوف على قوله "من صفة".

(٥) فـ"عبد الله" أول. ومضاف إلي لأظن و"جالسا" مفعوله الثاني، والهاء في أظنه ضمير المصدر المفهوم من أظنه، أي الظن، وهو نائب عنه في الانتصاب على المفعولية المطلقة، أي أظن ظنا، فهو نائب عن مصدر مؤكد.

(٦) تقديره: لا أعذاب هذا التعذيب الخاص أحدا، فالضمير هنا نائب عن مصدر نوعي.

(٧) أي إلى المصدر، سواء كان اسم الإشارة متبوعا بالمصدر كمثال المصنف، أم لا، كضربته ذلك والغالب أن يكون بعده مصدر مثل المحذف.

(٨) اسم الإشارة وهو "ذلك"، مفعول مطلق نائب عن المصدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>