للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿وَالصَّافَّاتِ صَفًّا﴾ (١).

وزعم بعض البصريين أن الفعل أصل للوصف (٢)، وزعم الكوفيون أن الفعل أصل لهما (٣).

التفضيل، والصفة المشبهة.

(١) هذا مثال لاسم الفاعل، ومثال اسم المفعول: اللص مضروب ضربا أليمًا، وأمثلة المبالغة محمد شراب شربا، وأجاز المصنف عمل الصفة المشبهة كاسم الفاعل، تقول: الحزين حزنا مفرطا يسيء إلى نفسه.

(٢) الذي زعم هذا: هو الفارسي واختاره عبد القاهر، فيكون فرع الفرع.

(٣) أي للمصدر والوصف، والصحيح كما أسلفنا: أن المصدر أصل للفعل والوصف؛ لأن من شأن الفعل أن يكون فيه ما في الأصل وزيادة. والفعل والوصف مع المصدر كذلك؛ لأنه يدل على مجرد الحدث، وكل منهما يدل على الحدث وزيادة، فالفعل يدل على الحدث والزمان، والصفة تدل على الحدث والموصوف.

وإليه ما تقدم يشير الناظم بقوله:

بمثله أو فعل أو وصف نصب … وكونه أصلًا لهذين انتخب

أي أن المصدر قد ينصب بمصدر مثله، أو بفعل، أو بوصف، والمختار أنه أصل للفعل والوصف.

هذا: ولما كان المصدر لا يكون إلا اسم معنى، كان الاشتقاق من أسماء الأعيان والجواهر غير مقيس، ويقتصر فيه على السماع، وقد يحدث المجمع اللغوي هذه المسألة ورأى أن العرب قد اشتقت كثيرا من أسماء الأعيان، كالذهب والفضة، والدينار، والدرهم، فقالوا: مذهب، ومفضض، ومدنر، ومدرهم، وقالوا: هذا الشيء مترب، ومموه، ومرمل، من التراب، والماء، والرمل.

فرأى أنه من الخير والتيسير، ألا نقف جامدين أمام تطور العلوم والاصطلاحات الكميائية


* "بمثله" متعلق بنصب الآتي، "أو فعل أو وصف" معطوفان على مثل "نصب" ماض للمجهول، ونائب الفاعل يعود على المصدر، "وكونه" مبتدأ والهاء اسم كان مضاف إليه، من إضافة مصدر الناقص إلى اسمه. "أصلًا" خبر كان الناقصة. "لهذين" متعلق بأصلا، أو بمحذوف صلة له. "انتخب" ماض للمجهول، والجملة خبر المبتدأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>