للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل: تنفرد النون الخفيفة بأربعة أحكام]

أحدها: أنها لا تقع بعد الألف (١)؛ نحو: قومًا، واقعدا، لئلا يلتقي ساكنان (٢)، وعن يونس والكوفيين إجازته، ثم صرح الفارسي في الحجة (٣) بأن يونس يبقي النون ساكنة، ونظر ذلك بقراءة نافع: ﴿وَمَحْيَاي﴾ (٤). وذكر الناظم: أنه يكسر النون، وحمل على ذلك قراءة بعضهم: ﴿فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا﴾ (٥)، وجوز في قراءة ابن ذكوان (٦): "وَلا تَتَّبِعَانِ" بتخفيف النون (٧).

الضمير فاصلا بينه وبين التوكيد؛ فهي غير مباشرة، إلا عند إسناده لنون النسوة؛ فليكون مبنيًا معها على السكون، والخفيفة كالثقيلة.

(١) سواء أكانت الألف اسما؛ أي ضمير الاثنين؛ بأن أسند إليها بالفعل، أو حرفا؛ بأن كان النسوة، للفصل بينها وبين نون التوكيد؛ نحو: اضربنان، وهذا مذهب عامة البصريين.

(٢) هما: الألف التي قبل النون، ونون التوكيد الخفيفة؛ بالنظر إلى أصلها؛ وهو السكون، أما نون الرفع هنا فمحذوفة؛ لأن الأمر يبنى على حذف النون، والتقاء الساكنين يغتفر في العربية، إذا كان أول الساكنين حرف لين، وثانيهما مدغما في مثله، وهما في كلمة واحدة؛ ولهذا جاز وقوع المشددة بعد الألف، وامتنعت الخفيفة بعدها.

(٣) الحجة: كتاب جليل الشأن في التعليل لقراءات الأئمة القراء، وقد تناول فيه الفارسي كثيرًا من المسائل النحوية والصرفية والبلاغية، والتفسير والحديث، وبعض العلوم الأخرى، وقدمه إلى عضد الدولة.

(٤) أي بسكون الياء بعد الألف وصلا.

(٥) من الآية ٣٦ من سورة الفرقان؛ وذلك على أنه فعل أمر لاثنين، والألف ضمير الاثنين، والنون المكسورة نون توكيد خفيفة.

(٦) هو عبد الرحمن بن أحمد بن بشر بن ذكوان، من أصحاب ابن عامر، كان شيخ الإقراء بالشام، وإمام الجامع الأموي، قال الحافظ الدمشقي: لم يكن بالعراق، ولا بالحجاز، ولا بالشام، ولا بمصر، ولا بخراسان في زمان ابن ذكوان، أقرأ منه عندي، توفي سنة ٢٠٢ هـ.

(٧) أي على أن الواو للعطف، و"لا" ناهية؛ فتكون الألف ضمير الاثنين، ونون الرفع محذوفة

<<  <  ج: ص:  >  >>