فصل: لا يتقدم التمييز على عامله؛ إذا كان اسمًا كرطل زيتا، أو فعلًا جامدًا (١)؛ نحو: ما أحسنه رجلًا. وندر تقدمه على المتصرف؛ كقوله:
أنفسا تطيب بنيل المنى (٢)
ومعنى اصطبح: اشرب الصبوح؛ وهو شرب الخمر صباحا، ويقابه الغبوق؛ وهو شربها في العشي. ونقب: بحث.
اللغة والإعراب: تخيره: اختاره واصطفاه، لم يعدل: لم يمل. تهامي: منسوب إلى تهامة، وتطلق على مكة، وعلى أرض معروفة ببلاد العرب. "تخيره" فعل ماض، والفاعل يعود على الموت، والهاء مفعوله، تعود على هشام. "فلم" الفاء عاطفة، ولم جازمة نافية. "سواه" مفعول يعدل، منصوب بفتحة مقدرة على الألف، والهاء مضاف إليه. "فنعم" الفاء عاطفة، ونعم فعل ماض. "المراء" فاعل. و"من" زائدة، "رجل" تمييز للمرء منصوب بفتحة مقدرة؛ منع منها حرف الجر الزائد. "تهامي" صفة لرجل.
المعنى: أن الموت اختار هشاما، ولم يعدل به سواه، ولم يمل إلى غيره من الناس، فهو نعم الرجل من تهامة.
الشاهد: جر التمييز وهو "رجل" بمن؛ لأنه -وإن كان فاعلا في المعنى- لكنه غير محول عن الفاعل الصناعي. وقد اقتصر الناظم على مسألتين مما ذكره المصنف، فقال:
واجرر بـ"من" إن شئت غير ذي العدد … والفاعل المعنى؛ كـ"طب نفسا تفد
أي يجوز جر التمييز بالحرف "من"؛ بشرط ألا يكون التمييز للعدد الصريح، وألا يكون فاعلا في المعنى؛ مثل: طب نفسا تفد؛ أي تستفد؛ فإن الأصل: لتطب نفسك، ثم حول الكلام؛ فصار الفاعل تمييزا. فلا يصح جر "نفسا" بمن.
(١) وكذلك إذا كان فعلا متصرفا يؤدي معنى الفعل الجامد؛ نحو: كفى بالله شهيدا، فإن "كفى" فعل متصرف، ولكنه بمعنى فعل التعجب وهو غير متصرف؛ لأن معناه ما أكفاه.
(٢) صدر بيت من المتقارب، ينسب لرجل من طيئ، لم يعين اسمه، وعجزه.
* "إن" شرطية. "شئت" فعل الشرط، وجوابه محذوف "غير" مفعول اجرر. "ذي" -بمعنى صاحب- مضاف إليه، "العدد" مضاف إليه. "والفاعل" معطوف على ذي. "المعنى" منصوب على نزع الخافض، أو مضاف إليه، أو مفعول به للفاعل. "نفسا" تمييز. "نفذ" مضارع مبني للمجهول مجزوم في جواب الأمر، وهو "طب" ونائب الفاعل أنت.