التمييز: اسم (٢) نكرة، بمعنى "من"(٣)، مبين (٤) لإبهام اسم أو نسبة.
فخرج بالفصل الأول (٥)؛ نحو: زيد حسن وجهه (٦).
وقد مضى أن قوله:
صددت وطبت النفس يا قيس عن عمرو (٧)
محمول على زيادة "أل".
وبالثاني: الحال؛ فإنه بمعنى في حال كذا، لا بمعنى "من".
وبالثالث (٨)؛ نحو: لا رجل، ونحو:
هذا باب التمييز
(١) هو في الأصل: مصدر ميز الشيء؛ إذا خلصه من شيء آخر؛ فمعناه، لغة: تخليص شيء من شيء. ثم أطلق على الاسم المميز مجازا، ويسمى أحيانا: التفسير أو التبيين، أو المفسر، أو المميز. ومعناه اصطلاحا ما ذكره المصنف.
(٢) أي صريح؛ لأن التمييز لا يكون جملة ولا ظرفا، ولا جارا ومجرورا، بخلاف الحال في هذه الثلاثة.
(٣) المراد: أن يفيد معنى "من" البيانية، أي التي تبين جنس ما قبلها أو نوعه؛ ذلك؛ لأن الاسم المميز جيء به لبيان الجتس؛ كما يجاء بمن مميزة له، وليس المراد أنه يمكن تقدير "من" قبله؛ فقد لا يصلح الكلام أحيانا لتقدير "من".
(٤) هو نعت لاسم؛ أي أنه يبين ويوضح إبهام ما قبله، ويزيل غموضه.
(٥) أي قوله: نكرة.
(٦) أي: من كل ما هو مشبه بالمفعول به؛ فإن "وجهه" وإن بين إبهام ما قبله، لكنه ليس بتمييز؛ لأنه معرفة، بل "وجهه" منصوب على التشبيه بالمفعول به.
(٧) تقدم هذا البيت في "باب المعرف" بالأداة. وقد ذكر هنالك أن اللام في النفس زائدة للضورة؛ فهو نكرة. وقد أجاز الكوفيون تعريف التمييز متمسكين بمثل هذا.
(٨) وهو قوله: "مبين لإبهام اسم أو نسبة" يخرج اسم "لا" التي للتبرئة.