أحدها: ما فيه لغة واحدة، وهو المعتل (٢)، فإن ياءه واجبة الثبوت، والفتح (٣)؛ نحو: يا فتاي، ويا قاضي (٤).
الثاني: ما فيه لغتان، وهو الوصف المشبه للفعل (٥)؛ فإن ياءه ثابتة لا غير، وهي: إما مفتوحة أو ساكنة؛ نحو: يا مكرمي، ويا ضاربي.
(١) ينظر موضوع "المضاف لياء المتكلم" صفحة ٣٨٢، جزء ثان، فبين الموضوعين صلة قوية.
(٢) سواء أكان مقصوراً أم منقوصاً، وقد مثل لهما المصنف.
(٣) أما علة الثبوت؛ فلأنها لو حذفت لحصل التباس بغير المضاف. وأما وجوب الفتح؛ فلأنها لو سكنت التقى ساكنان، والتحريم بالضم والكسر ثقيل على الياء.
(٤)"قاضي" منادى منصوب بفتحة مقدرة على الياء المدغمة في ياء المتكلم، وهي مضاف إليها. ويلحق بالمعتل: المثنى وشبهه، وجمع المذكر السالم وشبهه، إذا أضيفا وحذفت نونهما للإضافة، وختم آخرهما بالعلامة الخاصة بكل منهما، فتدغم الياء الساكنة في آخرهما، في ياء المتكلم المبنية على الفتح؛ نحو: يا عيني جودي بالدمع، ومنه قول الشاعر:
يا سابقي إلى الغفران مكرمة … إن الكرام إلى الغفران تستبق
ويلحق كذلك بالمعتل: المختوم بياء مشددة ليس تشديدها؛ كعبقري، وبني، تصغير ابن؛ يقال: يا عبقري ويا بني، بحذف الياء المشددة الثانية، وإدغام الاولى في ياء المتكلم المفتوحة. ويجوز حذف ياء المتكلم وبقاء الياء المشددة قبلها مكسورة؛ تقول: يا عبقري، ويا بني، ولا يجوز إسكان ياء المتكلم المتصلة بالاسم، المعتل لئلا يلتقي ساكنان -كما لا يجوز تحريكها بالكسرة أو الضمة؛ لأن هاتين الحركتين ثقيلتان على الياء.
(٥) أي المضارع، وذلك بإفادته معنى الحال أو الاستقبال، وهو الذي إضافته غير محضة، والمنادى واجب النصب بفتحة مقدرة قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها الكسرة التي لمناسبة الياء، ويجب أن يكون المنادى المضاف مفردا، وأن يكون وصفا عاملا.
أما إذا كان الوصف بمعنى الماضي، فإن إضافته تكون محضة،، وتجري فيه اللغات الست الآتية.