للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث: ما فيه ست لغات، وهو ما عدا ذلك (١)، وليس أباً، ولا أما؛ نحو: يا غلامي.

فالأكثر حذف الياء والاكتفاء بالكسر؛ نحو: ﴿يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ﴾ (٢). ثم ثبوتها ساكنة؛ نحو: ﴿يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ﴾، أو مفتوحة؛ نحو: ﴿يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا﴾، ثم قلب الكسرة فتحة والياء ألفاً؛ نحو: ﴿يَا حَسْرَتَا﴾ (٣). وأجاز الأخفش حذف الألف والاجتزاء بالفتحة؛ كقوله:

بلهف ولا بليت ولا لو اني (٤)

(١) ويشمل: الصحيح الآخر، وما يشبهه، إذا كانت إضافتهما محضة. ويجب نصبه؛ إن كان المنادى مفردا، أو جمع تكسير، أو جمع مؤنث سالما؛ نحو: يا أخي، يا أصدقائي، يا زميلاتي.

(٢) "عباد" منادى مضاف منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة، منع من ظهورها الكسرة التي جاءت لمناسبة الياء. الآية ١٦ من سورة الزمر.

(٣) أصله: حسرتي، فقيل حسرتي، ثم قبلت الياء ألفاً لتحركها، وانفتاح ما قبلها؛ فهو منادى منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المنقلبة ألفا، منع منها حركة المناسبة، وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر، ويجوز أن تلحقه هاء السكت عند الوقف، فتقول: يا حسرتاه. من الآية ٥٦ من سورة الزمر.

(٤) عجز بيت من الوافر، لم ينسب لقائل، وصدره:

ولست براجع ما فات مني

اللغة والإعراب: راجع: اسم فاعل من رجع، وهو أفصح من أرجع، وفي القرآن الكريم: ﴿فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ﴾ لهف: حزن وتحسر، و"يا لهف" كلمة يتحسر بها على فائت. "براجع" خبر ليس على زيادة الباء، وفيه ضمير هو فاعله لأنه اسم فاعل. "ما" اسم موصول مفعوله. "فات" ماض والجملة صلة. "بلهف" الباء جارة لقول محذوف. و"لهف" منادى بحذف حرف النداء، والجملة معمولة للقول المحذوف، وما بعده معطوف عليه مقصود لفظه، و"لا"زائدة لتأكيد النفي.

والمعنى: أن ما ذهب مني لا يعود بكلمة التلهف والحسرة ولا بكلمة التمني، وقولي:

<<  <  ج: ص:  >  >>