هذا باب المعرف بالأداء (١)
وهي "أل"، لا اللام وحدها، وفاقا للخليل وسيبويه (٢)، وليست الهمزة زائدة، خلافًا لسيبويه (٣)، وهي:
هذا باب المعرَّف بالأداة
(١) هو اسم نكرة دخلت عليه "أل" المعرفة فأكسبته التعريف والتعيين.
(٢) فهما متفقان على أن المعرف "أل" والخلاف بينهما في الهمزة؛ أزائدة هي أم أصلية؟ فالخليل يرى أنها أصلية، وهي قطع وتوصل في الدرج. والخليل هو: ابن أحمد عبد الرحمن الفراهيدي، نسبة إلى فراهيد بن مالك الأزدي البصري. أستاذ سيبويه والأصمعي. أخذ عن أبي عمرو بن العلاء، وكان سيد الأدباء في عصره؛ في علمه وزهده وورعه، آية في الذكاء؛ يقال: إنه لم يكن في العربية بعد الصحابة أذكى منه، ولا أجمع لعلم العربية. وهو أول من استخرج العروض، وضبط اللغة، وحصر أشعار العرب. وكان مع هذا عفيف النفس، غاية في الزهد والورع. قيل: إنه كان يحج سنة ويغزو سنة، ولا يحب صحبة الأمراء والولاة. وجه إليه سليمان بن علي والي الأهواز لتأديب ولده، فأخرج الخليل لرسول سليمان خبزا يابسا، وقال له: كل، فما عندي غيره، وما دمت أجده فلا حاجة لي إلى سليمان، فقال له الرسول: وما أبلغه؟ فقال:
أبلغ سليمان أني عنه في سعة … وفي غنى غير أني لست ذا مال
سخى بنفس أني لا أرى أحدا … يموت هزلا ولا يبقى على حال
والفقر في النفس لا في المال نعرفه … ومثل ذاك الغنى في النفس لا المال
قال سفيان الثوري: من أحب أن ينظر إلى رجل خلق من الذهب والمسك فلينظر إلى الخليل بن أحمد. وقال النضر بن شميل: أكلت الدنيا بعلم الخليل وهو في خصي من أخصاص البصرة لا يشعر به أحد: وهو القائل:
اعمل بعلمي ولا تنظر إلى عملي … ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري
وله مؤلفات كثيرة منها: كتاب العين في اللغة، وكتاب الجمل، والشواهد، والعروض، وتوفي ﵀ سنة ١٧٥ هـ، وقد نيف على السبعين.
(٣) فقد قال: إن الألف زائدة، ونقل عنه: أن المعرف هو اللام وحدها. وإليه أشار الناظم بقوله:
"أل" حرف تعريف أو "اللام" فقط … فنمط عرفت قل فيه "النمط"*
أي: إن "أل" مركبة من الهمزة واللام، حرف تعريف، أو التعريف باللام وحدها والهمزة للوصل؛ فإذا أردت تعريف كلمة "نمط" فقل "النمط" بإدخال أل عليها. والنمط: نوع من البسط، وهو الذي يسمى في العرف "الكليم"، ويطلق أيضًا على الجماعة من الناس تتشابه في الأمر، وثوب يطرح على الهودج، والجمع أنماط.