حرفان وهما:"إلا"عند الجميع، و"حاشا" عند سيبويه (٢)، ويقال فيها: حاش، وحشا (٣).
وفعلان وهما:"ليس"، و"لا يكون".
ومترددان بين الفعلية والحرفية (٤)، وهما "خلا" عند الجميع و"عدا" عند غير سيبويه (٥).
هذا باب المستثنى:
(١) هو اسم يذكر بعد إلا، أو إحدى أخواتها، يخالف ما قبلها في الحكم، نفيا أو إثباتا، ويقول صاحب التسهيل في تعريفه:"هو المخرج تحقيقا أو تقديرا، من مذكور أو متروك، بإلا أو ما في معناها". "فقول المخرج: جنس يشمل المخرج بالبدل. وبالصفة، وبالشرط، وبالاستثناء وغير ذلك. وقوله: "من مذكور أو متروك" إشارة إلى قسمي: التام والمفرغ، وقوله: "بإلا أما في معناها" يشمل جميع أدوات الاستثناء، ويخرج ما عدا المستثنى، كما تقدم ذكر بعضه.
(٢) وتبعه في ذكر أكثر البصريين، وقيل: تستعمل حرف جر كثيرا، وفعلا ماضيا جامدا متعديا بقلة، لتضمنها معنى "إلا"، وذهب الكوفيون إلى أنها فعل متعد متصرف ينصب ما بعده، ولا تكون حرف جر لتصرفها، وإذا ورد ما بعدها مجرورا، فيكون على تقدير حرف جر، حذف وبقي عمله.
(٣) هل هاتان اللغتان خاصتان بحاشا الخالصة للتنزية، والتي هي اسم مرادف لكلمة "تنزيها"، أو"فعل بمعنى "أنزه"، كما سنبينه بعد؟ أو هما جائزان في حاشا مطلقا؟ ولعل الأول هو الأقرب إلى الصواب، لاتفاقهم على نفي حرفيتها، فتكون أكثر قبولا للتصرف بالحذف.
(٤) أي ما لم تتقدم عليهما "ما" المصدرية، وإلا تعينتا للفعلية، ويلزمان المضي.