فصل: ويجوز باتفاق، أن يلي هذه الأفعال معمول خبرها؛ إن كان ظرفًا أو مجرورًا (١)؛ نحو:"كان عندك، أو في المسجد، زيد معتكفًا"(٢).
فإن لم يكن أحدهما؛ فجمهور البصريين يمنعون مطلقًا (٣)، والكوفيون يجيزون مطلقًا.
= مصدرية ظرفية. "إن" زائدة بعدها؛ لشبهها بما النافية في اللفظ، أو "ما"، و"إن" شرطية. "رأيته" فعل الشرط، وجوابها محذوف يدل عليه ما قبله. "على السن" متعلق بيزيد. "خيرا" مفعول مقدم ليزيد. "لا" نافية. "يزال" فعل مضارع ناقص، واسمها يعود على الفتى، وجملة "يزيد" خبر.
المعنى: انتظر الخير والنيل. وتوقعه من الشاب؛ إذا رأيته كلما زادت سنه، وتقدم في العمر، يزداد خيرا، ويتلمس المزيد من الخلال الحميدة.
الشاهد: تقديم معمول خبر لا يزال؛ وهو "خيرا" على لا النافية، وتقدم المعمول يتبعه جواز تقدم العامل، كما عليه جمهور العلماء.
(١) سواء تقدم المعمول وحده بدون الخبر، أو تقدم ومعه الخبر متقدما عليه، أو متأخرا عنه.
(٢) فعندك وفي المسجد معمولان لمعتكفًا؛ الواقع خبرا لكان، وقد تقدما على اسمها. وفي هذا يقول الناظم:
ولا يلي العامل معمول الخبر … إلا إذا ظرفا أتى أو حرف جر*
أي: إن معمول الخبر لا يتقدم وحده، أو مع الخبر، إلا في حالة واحدة؛ وهي: أن يكون المعمول ظرفا، أو حرف جر مع مجروره.
(٣) لأنه يلزم عليه الفصل بينها وبين اسمها بأجنبي منها؛ بناءً على أن معمول المعمول ليس في معنى المعمول.
* "لا" نافية. "يلي العامل معمول الخبر". فعل ومفعوله وفاعله ومضاف إليه. "إلا" أداة استثناء. "إذا" ظرف زمان مضمن معنى الشرط. "ظرفًا" حال من ضمير أتى. "أتى" فعل ماض، وفاعله يعود على معمول الخبر. "أو حرف جر" معطوف على ظرفًا، ومضاف إليه؛ وجملة أتى وفاعله في محل جر بإضافة إذا؛ وهي فعل الشرط، وجواب الشرط محذوف؛ أي: فإنه يليه، وهذه الجملة كلها في موضع الاستثناء من مستثنى منه محذوف؛ والتقدير: ولا يلي معمول الخبر العامل في حال ما؛ إلا في حالة مجيئه ظرفًا، أو حرف جر؛ للتوسع فيهما.