للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا باب: الاستغاثة (١)

إذا استغيث اسم منادى (٢)، وجب كون الحرف "يا"، وكونها مذكورة (٣)، وغلب جره بلام واجبة الفتح (٤)؛ كقول عمر -رضي الله تعالى عنه: "يا الله" (٥)،

وقول الشاعر:

يا لقومي ويا لأمثال قومي (٦)

باب الاستغاثة:

(١) يعرفها النحويون بأنها: نداء من يخلص من شدة واقعة، أو يعين على دفع مشقة قبل وقوعها، ولا يستلزم أن يفعل المستغاث وفق ما يطلب المستغيث؛ قال تعالى: ﴿وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ﴾، وأسلوب الاستغاثة أحد أساليب النداء، ولا يتحقق إلا بثلاثة أشياء: حرف النداء "يا" لا غير، وبعده غالباً المستغاث به، وهو الذي يطلب منه العون والمساعدة، وقد يسمى المستغاث؛ ثم المستغاث له وهو الذي يطلب العون بسببه، ولكل من هذه الثلاثة شروط وأحكام، تتضح مما يأتي.

(٢) أي إذا نوي مدلول اسم للاستغاثة به.

(٣) هذان شرطان في حرف النداء.

(٤) هذا حكم من أحكام المستغاث، ووجود اللام ليس واجبا؛ وإنما الواجب فتحها حين تذكر؛ لأنه واقع موقع كاف الخطاب في مثل: أدعوك، ولام الجر تفتح معها؛ وليحصل الفرق بينها وبين لام المستغاث من أجله، قال الناظم مشيرا إلى ذلك:

إذا استغيث اسم منادى خفضًا … باللام مفتوحا كيا للمرتضى

أي: إذا نودي واستغيث اسم، وجب جر المنادى بلام مبنية على الفتح؛ نحو: يا للمرتضى.

(٥) قال لما طعنه أبو لؤلؤة المجوسي: يا لله للمسلمين.

(٦) صدر بيت من الخفيف - لم ينسب لقائل، وعجزه:


*"إذا" ظرف مضمن معنى الشرط. "استغيث" فعل ماض للمجهول، فعل الشرط. و"اسم" نائب فاعله. "منادى" نعت لاسم. "خفضا" الجملة جواب الشرط والألف للإطلاق. "باللام" متعلق به. "مفتوحا" حال من اللام "كيا" الكاف جارة لقول محذوف، و"يا" حرف نداء. "للمرتضى" اللام جارة عند البصريين، وفي متعلقها خلاف كما سيأتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>