فصل: تحول صيغة "فاعل" للمبالغة والتكثير (١) إلى "فعال"، أو "فعول"، أو "مفعالٌ"
وقد أشار الناظم إلى الشرطين اللذين ذكرهما المصنف بقوله:
كفعله اسم فاعل في العمل … إن كان عن مضيه بمعزل
وولي استفهامًا أو حرف ندا … أو نفيًا أو جا صفة أو مسندا
وقد يكون نعت محذوف عرف … فيستحق العمل الذي وصف ٢
أي: إن اسم الأفعل يكون في العمل -تعديا ولزوما- كفعله، بشرط أن يكون بمعزل -أي بعد- عن الزمان الماضي، وأن يقع بعد استفهام، أو حرف نداء، أو نفي، أو يكون صفة، أو مسندا؛ بأن يكون خبرا لمبتدأ أو لناسخ، وقد يكون نعتا لمنعوت محذوف معروف فيعمل عمل فعله، كما لو اعتمد على مذكور.
(١) - أي: المبالغة والكثرة في معنى الفعل الثلاثي الأصلي، ولذلك تسمى: صيغة المبالغة. ولا تصاغ في الغالب إلا من مصدر فعل ثلاثي متصرف، متعد، ما عدا صيغة "فعال"؛ فتصاغ من من مصدر الثلاثي اللازم والمتعدي، وقد اجتمعا في قول الشاعر:
وإني لصبار على ما ينوبني … وحسبك أن الله أثنى على الصبر
ولست بنظار إلى جانب الغنى … إذا كانت العليا في جانب الفقر
ويندر أن تصاغ من غير اسم الفاعل الثلاثي "كأفعل"؛ لأن اسم فاعل غير الثلاثي يكون على فاعل؛ نحو: دراك، وسئار، من أدرك- وأسأر؛ أي أبق في الكأس بقية، ومعطاء، ومعوان؛ من أعطى، وأعان. وسميع، ونذير؛ من أسمع، وأنذر، وزهوق؛ من
* "كفعله" جار ومجرور خبر مقدم. "اسم فاعل" مبتدأ مؤخر ومضاف إليه. "في العمل" متعلق بما تعلق به قوله "كفعله"، أو بالكاف لما فيها من معنى التشبيه. "إن كان" شرط وفعله، واسم كان يعود على "اسم فاعل". "عن مضيه" متعلق بمعزل الواقع خبر لكان، وجواب الشرط محذوف للعلم به؛ أي: وإن كان بمعزل عن مضيه فهو كفعله في العمل، "وولي" معطوف على "كان" في البيت السابق، أو الواو للحال، وبعدها "قد" مقدرة، والجملة حال من اسم كان. "استفهامًا" مفعول ولي. "أو حرف ندا أو نفيا" معطوفان على "استفهاما". "أو جا" -بالقصر- معطوف على ولي. "صفة" حال من فاعل جاء. "أو مسندا" عطف على صفة. "وقد" حرف تقليل. "يكون" فعل مضارع ناقص واسمها يعود على اسم الفاعل. "نعت" خبرها مضاف إلى محذوف. "عرف" فعل ماض للمجهول، والجملة صفة لقوله: "محذوف" فليستحق" فعل مضارع معطوف بالفاء على يكون. "العمل" مفعول يستحق. "الذي" نعت للعمل. "وصف" فعل ماض للمجهول، والجملة صلة الذي.