للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكل منهن يقتضي فعلين: يسمى أولهما شرطًا، وثانيهما جوابًا وجزاء١.

ويكونان مضارعين٢، نحو: {وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ} وماضيين٣؛ نحو: {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا} . وماضيا فمضارعًا؛ نحو: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ} .


١ وجملة الشرط لا تكون إلا فعلية، أما جملة الجواب فتكون فعلية واسمية كما سيأتي وإنما علمت هذه الأدوات في شيئين، لإفادتها ربط الثاني بالأول، فكأنهما شيء واحد، وسمي الأول شرطًا؛ لأن المتكلم يعتبر تحقيق مدلوله شرطًا لتحقق مدلول الجواب الثاني جوابًا وجزاء، لترتبه على الأول ولزومه له، هذا: وبعض هذه الأدوات يأتي للاستفهام؛ كمتى في قوله تعالى: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ} فقد أفادت مع الاستفهام التمني، ولا يقع بعدها الفعل، بل الاسم الذي يعرب مبتدأ، و"أيان" في قوله سبحانه: {يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ} . و"أين" في قوله: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِي} و "أنى" في قوله: {ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} و"أي" في قوله: {فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ} .
٢ ويجزم لفظ المعرب، أما المبني فيجزم محله.
٣ يجزم الماضي محلا؛ لأن لفظه لا يجزم، وإنما يكون في محل جزم، ومعناه ينقلب إلى الاستقبال؛ لأن أدوات الشرط الجازمة تجعل زمن شرطها وجوابها مستقبلا خالصًا، وما ورد مما فيه معنى الشرط الجازمة تجعل زمن شرطها وجوابها مستقبلا خالصًا، وما ورد مما فيه معنى الشرط أو الجواب، أو هما معًا، واقعًا في الماضي فمؤول؛ نحو قوله تعالى: {إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ} ، {إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ} ، {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ} ، أي: إن يتبين في المستقبل أن قتله في الماضي، فأنا أعلم أنك قد علمته ... وهكذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>