للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمفرد منصبو، كقوله:

إذا عاش الفتى مائتين عاما (١)

فصل: إذا تجاوزت العشر جئت بكلمتين، الأولى النيف (٢)، وهو التسعة فما دونها،

= [سورة الكهف الآية: ٣٥]. وفي المائة والألف يقول الناظم:

ومائة والألف للفرد أضف … ومائة بالجمع نزرا قد ردف*

أي: أضف "مائة" و"الألف" للمفرد ليكون تمييزا لهما. وقد يردف المائة؛ أي:

يقع بعدها جمع مضاف إليه ليكون تمييزا لها، وذلك نادر لا يقاس عليه. وإنما يجب جر التمييز فيما تقدم إذا تأخر وأعرب تمييزا، فإذا تقدم على العدد

أعرب على حسب حاجة الجملة، وأعرب العدد نعتا مؤولا لجموده، تقول: عندي ضيوف ثلاثة برفعهما، ورأيت رجالا ثلاثة بنصبهما … إلخ.

(١) صدر بيت من الوافر، للربيع بن ضبع الفزاري أحد الشعراء المعمرين، وقد استشهد به سيبويه، وعجزه:

فقد ذهب المسرة والفتاء

اللغة والإعراب: المسرة: ما يسر به الإنسان، والجمع مسار، وفي رواية: اللذاذة.

الفتاء: الشباب، يقال: فتى فتاء، فهو فتى، أي: بين الفتاء. "إذا" ظرف لما يستقبل من الزمان.

"الفتى" فاعل عاش. "مائتين" مفعوله منصوب بالياء؛ لأنه مثنى. "عاما" تمييز.

المعنى: إذا بلغ الإنسان هذه السن فقد ذهبت ملذاته التي يسر بها، وولى عنه شبابه الذي يتيه فيه ويعجب به.

الشاهد: نصب تمييز مائتين، وكان حقه الجر بالإضافة فيقول: مائتي عام. ونصبه عند الجمهور ضرورة لا يقاس عليه، وجوزه جماعة منهم ابن كيسان.

(٢) هو من ١ إلى ٩، وكل ما زاد على العقد حتى يبلغ العقد الثاني. والنيف -وقد يخفف- الزيادة، يقال عشرة ونيف؛ ومائة ونيف، وهو من ناف ينوف؛ إذا زاد. يكون للمذكر=


* "ومائة" مفعول أضف مقدم. "والألف" عطف عليه. "للرد" متعلق بأضف. "ومائة" الثانية مبتدأ. "بالجمع" متعلق بردف الواقع خبرا للمبتدأ، ونائب فاعله يعود إلى مائة "نزرا" حال من ضمير ردف الواقع نائب فاعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>