فصل: والأصح جواز تعدد الخبر (١)؛ نحو: زيد شاعر كاتب، والمانع يدعي تقدير "هو" للثاني، أو أنه جامع للصفتين، لا الإخبار بكل منهما.
=
وبعد لولا غالبا حذف الخبر … حتم وفي نص يمين ذا استقر
وبعد واو عينت مفهوم "مع" … كمثل "كل صانع وما صنع"
وقبل حال لا يكون خبرا … عن الذي خبره قد أضمرا
كضربي العبد مسيئًا، وأتم … تبيني الحق منوطا بالحكم*
أي: إنه يجب حذف الخبر وجوبا -في أغلب الآراء- بعد لولا، وبعد مبتدأ يكون نصا في اليمين على ما ذكرنا، وبعد واو بمعنى "مع" للعطف والمصاحبة، وقبل حال لا تصلح أن تكون خبر للمبتدأ، الذي قد أضمر -أي: حذف وقدر- خبره. ثم مثل بمثالين لهذه الحال: أحدهما فيه المبتدأ مصدرا، والآخر أفعل تفضيل مضاف للمصدر.
(١) ذلك لأن الخبر حكم على المبتدأ، وقد يحكم على الشيء الواحد بأكثر من حكم. وحكم التعدد باختصار هو: =
* "وبعد" ظرف متعلق بحتم. "لولا" مضاف إليه مقصود لفظه. "غالبا" منصوب على نزع الخافض. "حذف الخبر" مبتدأ ومضاف إليه. "حتم" خبر المبتدأ. "وفي نص" متعلق باستقر. "يمين" مضاف إليه من إضافة الصفة للموصوف. "ذا" اسم إشارة مبتدأ. "استقر" فاعله مستتر يعود إلى ذا، والجملة خبر. "وبعد" ظرف متعلق باستقر المتقدم. "واو" مضاف إليه. "مفهوم" مفعول عينت. "مع" مضاف إليه مقصود لفظه، والجملة صفة لواو. "كمثل" الكاف زائدة، و"مثل" خبر لمحذوف؛ أي: وذلك مثل. "كل صانع" مبتدأ ومضاف إليه. "وما" الواو عاطفة، و"ما" اسم موصول معطوف على كل. "صنع" الجملة صلة الموصول، ويجوز أن تكون "ما" حرفًا مصدريا؛ وهي ومدخولها في تأويل مصدر معطوف على كل، وخبر المبتدأ محذوف وجوبا. "وقبل" ظرف متعلق باستقر أيضا. "حال" مضاف إليه. "لا يكون خبرا" الجملة من يكون ومعموليها صفة الحال. "عن الذي" متعلق بخبرا. "خبره" مبتدأ ومضاف إليه. "قد أضمرا" الجملة من الفعل، ونائب الفاعل خبر المبتدأ؛ وجملة المبتدأ والخبر صلة الذي. "كضربي" الكاف جارة لقول محذوف، و"ضربي" مبتدأ مضاف إلى ياء المتكلم؛ وهي فاعل المصدر. "العبد" مفعوله. "مسيئا" حال من فاعل كان المحذوفة؛ العائد على العبد، وخبر المبتدأ محذوف. "وأتم" اسم تفضيل مبتدأ. "تبيني" مضاف إليه، وياء المتكلم مضاف إليه؛ وهي فاعل المصدر. "الحق" مفعوله. "منوطا" أي: مرتبطا ومتعلقا، حال من فاعل كان المحذوفة، العائد على الحق. "بالحكم" متعلق بمنوطا، وخبر المبتدأ محذوف؛ كما سلف.