فصل: لكل واحد من ألفي التأنيث (١) أوزان نادرة، ولا نتعرض لها في هذا المختصر، وأوزان مشهورة.
فمشهور أوزان المقصورة اثنا عشر: (٢)
أحدها: "فُعَلَى" بضم الأول وفتح الثاني؛ كأُربى للداهية، وأُدمى، وشُعبى لموضعين، قال:
أعبدا حل في شعبى غريبا (٣)
وزعم ابن قتيبة (٤) أنه لا رابع لها، ويرد عليه "أُرَنَي" بالنون؛ لحب يجبّن به اللبن، و"جنفي" لموضع، و"جعبى" لعظام النمل (٥).
وقد تبين أن عد الناظم "لفعلى" في الأوزان المشهورة مشكل (٦).
الثاني: "فُعْلَى" بضم الأول وسكون الثاني اسمًا كان كبهمى (٧)، أو صفة
(١) أي: المقصورة والممدودة. وقد سبق تعريفهما.
(٢) هذه الأوزان سماعية؛ لا يجوز الزيادة على المسموع منها عن العرب.
(٣) تقدم الكلام على هذا الشاهد في باب المفعول المطلق الجزء الثاني صفحة ١٣٢.
(٤) هو أبو محمد، عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، النحوي اللغوي الكاتب، كان رأسا في العربية واللغة والأخبار وأيام الناس، ثقة دينا فاضلا، وقد سكن بغداد وحدث بها.
وروى عنه كثير من العلماء، منهم: ابن درستويه، وله مؤلفات كثيرة منها: إعراب القرآن، وجامع النحو، وطبقات الشعراء، وعيون الأخبار، وكتابه أدب الكاتب؛ معروف متداول، وتوفي سنة ٢٨٦ هـ على الأصح.
(٥) أي: كباره، فهو جمع عظيم.
(٦) فقد تبين أنه من الأوزان النادرة، بل قيل إنه شاذ، وأيضًا فقد جعله في التسهيل من الأوزان المشتركة بين المقصورة والممدودة، ومنه مع الممدودة: عشراء ونفساء، وكرماء، وفضلاء، وخلفاء، وهو كثير فيها.
(٧) اسم لنبت، يطلق على الواحد والجمع وواحدته "بهماة" يقال: أبهمت الأرض، أنبتت البهمي، وأنكر المبرد ذلك.