وليس المراد به حرف الجر؛ لأنه قد يدخل في اللفظ (٣) على ما ليس باسم، نحو: عجبت من أن قمت، بل المراد به الكسرة التي يحدثها عامل الجر، سواء أكان العامل حرفًا، أم إضافة، أم تبعية (٤) وقد اجتمعت في البسملة (٥).
السلام:"أصدق كلمة قالها شاعر، كلمة لبيد بن ربيعة: ألا كل شيء ما خلا الله باطل". وفيما تقدم يقول ابن مالك:
"كلامنا" لفظ مفيد كاستقم … واسم وفعل ثم حرف "الكلم"
واحده كلمة، "والقول" عم … وكلمة بها كلام قد يؤم *
أي: إن الكلام عند النحاة هو: اللفظ المفيد، وذلك يستلزم أن يكون مركبًا مقصودًا، كاستقم، والكلم ثلاثة أقسام: اسم وفعل وحرف، مفرده كلمة، والقول يشمل بمعناه هذه الأقسام. وقد يقصد بالكلمة الكلام مجازًا، كما بينا.
(١) الاسم: كلمة تدل بذاتها -أي: من غير احتياج إلى كلمة أخرى- على شيء ولا تقترن بزمن. وهذا الشيء قد يكون محسا؛ كمحمد، أو يدرك بالعقل؛ مثل: علم، شجاعة.
(٢) إذا وجدت واحدة منها في الكلمة كانت دليلًا على أنها اسم.
(٣) قيد بذلك؛ لأن ما بعد "من" في المثال اسم بالتأويل، أي: من قيامك.
(٤) الصحيح أن الجار في الإضافة هو المضاف لا الإضافة، وفي التبعية عامل المتبوع من حرف أو مضاف -في غير البدل- لا التبعية.
* "كلامنا" مبتدأ ومضاف إليه. "لفظ" خبر. "مفيد" صفة للفظ. "كاستقم" جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لمفيد. وهذا الإعراب على اعتبار "استقم" من تمام التعريف. أما إذا جعل مثالًا فهو خبر لمبتدأ محذوف، أي: وذلك كاستقم. وقد جر استقم بالكاف؛ لأنه قصد لفظه "واسم" خبر مقدم. "وفعل ثم حرف" معطوفان على اسم. "الكلم" مبتدأ مؤخر. "واحده كلمة" مبتدأ وخبر. "والقول" مبتدأ "عم" فعل ماض وفاعله يعود على القول والجملة خبر، و"عم" مشددة الميم وقد سكنت للروي، ويجوز أن يكون أفعل تفضيل حذفت همزته.