للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

باب الترخيم (١):

يجوز ترخيم المنادى؛ أي: حذف آخره تخفيفاً، وذلك بشروط (٢): كونه معرفة (٣)، غير مستغاث (٤)، ولا مندوب، ولا ذي إضافة (٥)، ولا ذي إسناد (٦)، فلا يرخم نحو قول

باب الترخيم:

(١) الترخيم في اللغة: ترقيق الصوت وتليينه، يقال: صوت رخيم؛ أي رقيق لين، وكلام رخيم؛ لين سهل، قال الشاعر:

لها بشر مثل الحرير ومنطق … رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر

وفي الاصطلاح: حذف آخر الكلمة في النداء بطريقة مخصوصة؛ للتخفيف غالبا، أو لداع آخر؛ كالتمليح، أو الاستهزاء.

وهو ثلاثة أقسام: ترخيم اللفظ للنداء، وترخيمه للضرورة الشعرية، وترخيمه للتصغير، والأولان هما موضوع هذا الباب، وفي ذلك يقول الناظم:

ترخيماً احذف آخر المنادى … كيا سعاً فيمن دعا "سعادا"

أي: أحذف آخر المنادى حذف ترخيم؛ كقولك: يا سعا، إاذا أردت أن تنادي من اسمها "سعاد".

(٢) هذه شروط عامة، لا بد منها لترخيم المنادى؛ سواء أكان مختوماً بتاء التأنيث، أم مجردا منها.

(٣) إما بالعلمية؛ كالمفرد العلم، أو بالقصد والإقبال؛ كالنكرة المقصودة، وإنما اختصت المعرفة بالترخيم؛ لأنها هي التي يكثر نداؤها؛ فلا يصح تريخم النكرة غير المقصودة.

(٤) أي مجرور باللام، ويجوز ترخيم المحذوف اللام عند سيبويه، وكثير من النحاة؛ تقول: يا فاطما لأخيها، وبعضهم يمنعه أيضاً.

(٥) أي لا يكون مضافا، ولا شبيها به.

(٦) أي لا يكون مركبا تركيبا إسناد، ويزاد على هذه الشروط: ألا يكون من الألفاظ المختصة بالنداء؛ كـ"فل" و"فلة"، ولا مبنيًا قبل النداء؛ كحذام، وخمسة عشر.


* "ترخيما" مفعول مطلق لاحذف؛ لأنه بمعناه؛ كقعدت جلوسا، أو مصدر نائب عن اللفظ بفعله في الطلب؛ أي رخم ترخيما. "آخر المنادى" آخر مفعول احذف، والمنادى مضاف إليه. "كيا سعا" جار ومجرور، خبر المبتدأ محذوف. "فيمن" متعلق بمحذوف حال منه. "دعا سعادا" دعا فعل ماض، وسعادا مفعول، والفاعل يعود على "من" الموصولة المجرورة محلا بفي، والجملة صلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>