يجب إدغام أول المِثْلين المتحركين (٢) بأحد عشر شرطًا:
أحدهما: أن يكونا في كلمة؛ كَشَدّ ومَلّ، وحَبّ، أصلُهُنّ: شدَدَ بالفتح، ومَلِلَ
(١) معناه في اللغة: الإدخال: يقال: أدغم الفرس اللجام -أدخله- في فيه، والحرف في الحرف أدخله.
ومعناه اصطلاحا: الإتيان بحرفين، ساكن فمتحرك من مخرج واحد بلا فصل بينهما؛ بحيث ينطق بهما المتكلم دفعة واحدة، ولهذا عرفه بعضهم بأنه: رفع اللسان بالحرفين رفعا واحدا ووضعه بهما كذلك ويدخل الإدغام جميع الحروف ما عدا الألف اللينة، والغرض الأصلي منه: التخفيف، ويكون في متماثلين، من كلمة كمر ومن كلمتين قلب أحدهما مماثلا للآخر، ولهذا قيل: إن الإدغام لا يكون إلا بين متماثلين.
وأنواعه ثلاث:
١ - واجب ٢ - وممتنع ٣ - وجائز، وستأتي.
(٢) وكذلك يجب إدغام المثلين الساكن أولهما المتحرك ثانيهما بثلاثة شروط.
أ- ألا يكون أولهما هاء سكت، فإن كان هاء امتنع الإدغام؛ لأنه جيء بها للوقف، وهو منوي في حالة الوصل. وروي عن ورش الإدغام في ﴿مَالِيَهْ، هَلَكَ﴾ وهو ضعيف قياسا.
وورش: لقب عثمان بن سعيد، أحد القراء السبعة المشهورين.
ب- ألا يكون همزة منفصلة متصلة بالفاء وجب الإدغام نحو: سآل، ولآل، ورآس.
جـ- ألا يكون مدة في الآخر؛ فإن كان كذلك امتنع الإدغام نحو: يعطي ياسير، ويدعو واحد؛ لئلا يذهب المد بسبب الإدغام، ولو كان لينا فقط أدغم نحو: أخشى ياسر واخشوا واقدا. ويمتنع الإدغام إذا تحرك أول المثلين وسكن ثانيهما سواء كانا في كلمة نحو: ظللت وحللت، أو في كلمتين نحو: رسول الحسن، أو كانا بالعكس، وكان الأول هاء سكت كما تقدم، أو مدة في الآخر، أو همزة مفصولة من الفاء. وقد مثلنا لذلك.