للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا باب: التصغير (١)

باب: التصغير

(١) معناه لغة: التقليل، واصطلاحا: تغيير مخصوص يطرأ على بنية الكلمة المعربة وهيئتها، فيحولها إلى وزن "فعيل" أو "فُعيَعل" أو "فُعيعيل" بطريقة خاصة تؤدي إلى ذلك. وهذه الأوزان الثلاثة تسمى "صيغ التصغير"، هي غير

جارية على نظام الميزان الصرفي.

وأغراض التصغير كثيرة، ترجع غالبا إلى التقليل والتحقير، وأظهرها:

أ- تحقير ما يتوهم عظمه، كأسيد.

ب- تصغير ما يتوهم كبره، كجبيل.

جـ- تقليل كمية ما يتوهم كثرته، كدريهمات.

د- تقليل جسم الشيء ذاته؛ كوليد، وطفيل.

هـ- تقريب ما يتوهم بعد زمنه أو محله أو قدره؛ كقبيل العصر، وبعيد العشاء، وفويق الفرسخ أو دوينه، وأصيغر من ذلك.

ومنها عند بعضه: التحبب والتدليل، نحو: يا بني، ويا أخي، والترحم نحو: يا مسيكين، والتعظيم والتهويل عند الكوفيين، كقول بعض العرب، وهو الحباب بن المنذر: "أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب" وجذيل: تصغير جذل؛ وهو عود ينصب للإبل الجربى لتحتك به. والمحكك: الذي كثر الاحتكاك به؛ أي: أنا ممن يستشفى برأيه؛ كما تستشفى الإبل الجربى بالاحتكاك بهذا العود. وعذيقها: تصغيرها عذق، وهو النخلة بحملها، وبكسر العين: القنو منها، والمرجب: المعظم، أو من الرجبة، وهي أن تحاط النخلة الكريمة بحجارة أو خشب أو شوك، إذا خيف عليها لكثرة حملها لئلا يرقى إليها. واعتبر التصغير في مثل هذا للتعظيم؛ لأن المقام للمدح، ومنه قول لبيد:

وكل أناس سوف تدخل بينهم … دُويْهِيَة تصفر منها الأنامل

والفائدة المرجوة من التصغير هي: الدلالة على الوصف المقصود من القلة أو الحقارة أو القرب أو التهويل؛ باختصار؛ فهو وسيلة من وسائل الإيجاز.

والتصغير خاص بالأسماء؛ فلا تصغر الأفعال ولا الحروف؛ لأن التصغير وصف في المعنى، والفعل والحرف لا يوصفان، وشذ تصغير فعل التعجب كما سيأتي.

وكذلك لا تصغر الأسماء العاملة عمل الفعل؛ لأن تصغيرها يبعدها عن شبه الفعل الذي عملت من أجله؛ ما عدا رويدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>