للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واترك؛ يقال: "بله زيد" بالإضافة إلى المفعول؛ كما يقال: "ترك زيد"، ثم قيل (١): "بله زيدًا؛ بنصب المفعول، وبناء "بله" على أنه اسم فعل (٢).

(١) أي بعد أن نقل وسمي به الفعل.

(٢) إذا كان الاسم بعد "بله" منصوبا منونا، جاز أن تكون مصدرا عاملا معربا، وجاز أن تكون فعل أمر مبنيا بمعنى اترك، والقرائن هي التي تعين أحد الوجهين، وإن كان الأسم بعده مجرورا، وجب أن تكون مصدرا مضافا إلى ما بعدها، وكذلك الحال في "رويد".

وفي اسم الفعل المنقول بأنواعه المتقدمة يقول ابن مالك:

والفعل من أسمائه "عليكا" … وهكذا "دونك" مع "إليكا"

كذا "رويد" "بله" ناصبين" … ويعملان الخفض مصدرين

أي أن من أسماء الأفعال ما هو في أصله جار ومجرور، مثل: "عليك"، و"إليك"، أو ظرف؛ "كدونك"، أو مصدر؛ "كرويد"، و"بله"، وهما يكونان اسمي فعل إذا نصبا ما بعدهما، ويعملان الخفض فيما بعدهما إذا بقيا على أصلهما مصدرين مضافين لما بعدهما. وقد يستعمل "بله" اسم استفهام بمعنى "كيف" مبنية على الفتح، وتكون خبرًا مقدمًا عن مبتدأ مؤخر؛ نحو: "بله المريض"؛ أي كيف المريض؟ وقد تقع اسما معربا بمعنى "غير"؛ كما في الحديث القدسي: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؛ من بله ما أطعلتم عليه" أي من غير، فهي مجرورة بمن هنا.

هذا: ومن أسماء الأفعال: سرعان؛ بمعنى سرع، وهيا، وهبت؛ بمعنى أسرع، وهلم؛ بمعنى تعال، ولديك، وها؛ بمعنى خذ، ومنه قوله تعالى: ﴿هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾؛ أي خذوه واقرءوا ما فيه، ويقال للاثنين: هاؤم اقرآ.


* و"الفعل" مبتدأ أول. "من أسمائه" متعلق بمحذوف خبر مقدم. "عليك" مبتدأ ثان مؤخر، والجملة خبر الأول، "وهكذا" خبر مقدم. "دونك" مبتدأ مؤخر قصد لفظه. "مع" ظرف متعلق بمحذوف حال. "إليكا" مضاف إليه مقصود لفظه. "كذا" خبر مقدم. "رويد" مبتدأ مؤخر. "بله" معطوف على رويد بعاطف مقدر. "ناصبين" حال من ضمير الخبر وما عطف عليه. "الخفض" مفعول يعملان. "مصدرين" حال من ألف الاثنين الواقعة فاعلا ليعملان.

<<  <  ج: ص:  >  >>