الإرواد تصغير الترخيم (١) وأقاموه مقام فعله، واستعملوه تارة مضافًا إلى مفعوله؛ فقالوا:"رويد زيد"، وتارةً منونًا ناصبًا للمفعول؛ فقالوا:"رويدًا زيدًا"(٢). ثم إنهم نقلوه وسموا به فعله؛ فقالوا:"رويدًا زيدًا". والدليل على أن هذا اسم فعل كونه مبنيًا. والدليل على بنائه كونه غير منون (٣).
والثاني: قولهم "بله زيدًا"؛ فإنه في الأصل مصدر فعلٍ مهملٍ مرادف لدع (٤)
(١) فحذفوا الهمزة والألف الزائدتين، وأوقعوا التصغير على أصوله، فقالوا: رويد؛ بمعنى تمهل؛ أو أمهل.
(٢)"رويد" فيهما مصدر مصغر نائب عن فعل الأمر المحذوف؛ وهو "ارواد"، وفاعله مستتر فيه وجوباً، وكلمة "زيد" مفعول به مضاف غليه، مجرور في الأول، منصوب في الثاني، وقد يستعمل منونا غير ناصب مفعوله، نحو: رويدًا يا سائق؛ فيكون نائبا عن فعل الأمر المحذوف أيضًا، ويستعمل مصدرًا منونا غير نائب عن فعل الأمر، فينصب؛ إما على الحال، إذا وقع بعد معرفة؛ نحو: قرأت الكتاب رويدا؛ أي مرودا؛ بمعنى متمهلا، أو نعتا لمذكور أو محذوف على التأويل بالمشتق؛ نحو: سارت الوفود سيرا رويدا؛ أي متمهلا فيه، وساروا رويدا؛ أي مرودين.
وإذا قلت: رويدك زيدا، فإن قدرت "رويدا" اسم فعل، فالكاف حرف خطاب، وإن قدرته مصدرا؛ فالكاف اسم مضاف إليه في محل رفع على الفاعلية.
(٣) أي مع عدم موجبات عدم التنوين غير البناء.
هذا: ويلاحظ أن "رويدا" مصدر مصغر، ويعمل النصب ولو لم ينقل إلى اسم الفعل، على الرغم من أن شرط إعمال المصدر ألا يكون مصغرا، وقد أجيب بأن هذا الشرط لازم في غير "رويد"؛ لورود السماع به.
(٤)"دع" فعل لا مصدر له من لفظه، وله مصدر من معناه؛ هو: الترك.