منقول من ظرف أو جار ومجرور؛ نحو: عليك؛ بمعنى الزم، ومنه: ﴿عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُم﴾ (٢)؛ أي الزموا أنفسكم، و"دونك زيدًا"؛ بمعنى خذه، و"مكانك"؛ بمعنى اثبت، و"أمامك"؛ بمعنى تقدم، و"وراءك"؛ بمعنى تأخر، و"إليك"؛ بمعنى تنح (٣).
ومنقول من مصدر؛ وهو نوعان: مصدر استعمل فعله، ومصدر أهمل فعله.
فالأول نحو:"رويد زيدًا؛ فإنهم قالوا: أروده إروادًا؛ بمعنى أمهله إمهالًا، ثم صغروا
(١) أي وضع أول الأمر لمعنى آخر، ثم انتقل منه إلى اسم الفعل، ولهذا يسمى: المنقول.
(٢) ﴿عَلَيْكُمْ﴾ اسم فعل أمر مبني لا محل له من الإعراب، والفاعل أنتم ﴿أَنفُسَكُمْ﴾ مفعول به على حذف مضاف؛ أي الزموا شأن أنفسكم، ١٠٥ من سورة المائدة.
واختلف في الكاف المتصلة بعلى؛ فقيل هي حرف خطاب لا محل له، وقيل: هي ضمير في محل رفع على الفاعلية، أو في محل نصب على المفعولية، أو في محل جر؛ إما بعلى أو بالإضافة؛ لأن "على" اسم للمصدر وهو اللزوم. وقد يتعدى "عليك" بالباء؛ نحو: "عليك بذات الدين" فيقدر فعل مناسب، أي تمسك، مثلًا. وكثيرا ما تزاد الباء في مفعول أسماء الأفعال لضعفها في العمل.
(٣) أي ابتعد. وقال الأشموني: ولا يقاس على هذه الظروف المبهمة، ولا على ما سمع من الجار والمجرور، غيرها مما لم يسمع. وأجاز الكسائي قياس ما لم يسمع على ما سمع، ولا يستعمل هذا النوع إلا متصلًا بضمير المخاطب، وشذ قولهم: "عليه رجلا غيري"؛ أي ليزمه، و"على الشيء"، أي أولنيه أو لألزمه، وأما قوله ﵇: "ومن لم يستطع فعليه بالصوم"، فقد حسنه ما قبله من الخطاب في قوله: "يا معشر الشباب" .... إلخ. وقيل: "عليه" خبر مقدم، و"بالصوم" مبتدأ مؤخر على زيادة الباء. واختلف في موضع الضمير المتصل بعليك ونحوه؛ فقيل: رفع على الفاعلية، واستعير ضمير غير الرفع له، وقيل: نصب على المفعولية، والصحيح أن موضعه جر بالإضافة مع الظروف؛ كدونك ونحوه، وبالحرف مع المنقول من الحروف؛ كعليك وأمثاله، وقد نظر في ذلك إلى الأصل قبل النقل؛ لأن اسم الفعل لا يضاف ولا يعمل الجر. وفي كل واحد من الأسماء ضمير مستتر مرفوعن الموضع على الفاعلية؛ فإذا جئت بتوكيد؛ فقلت: عليكم كلكم محمدا، جاز رفع "كل" على أنه توكيد للضمير المستتر المرفوع، وجاز جره على التوكيد للمجرور الموجود.
ومن هذا يتبين: أن اسم الفاعل هو الجار لا غير، والفاعل مستتر فيه، والكاف كلمة مستقلة.