للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثَّالث: أَنْ يكونَ إِمَّا زَائِدًا عَلَى الثلاثة، أو بتاء التأنيث؛ كقوله:

* طريف بْنُ مَالٍ لَيْلَةَ الجُوعِ وَالخَصَرْ * (١)

وَلَا يمتنع عَلَى لغة مَنْ ينتظر المحذوف، خلافًا للمبرِّد؛ بدليل:

* وأَضحَتْ مِنْكَ شَاسعةً أُمَامَا * (٢)

(١) - عجز بيت من الطويل لامرئ القيس الكندي، وصدره:

* لَنِعْمَ الفَتَى تَعْشُو إِلَى ضَوْء نَارِه *

وبعده: إِذَا الْبَازِلُ الكَوْمَاءُ رَاحَتْ عَشِيَّةً … تُلاوِزُ مَنْ صَوْت المُبَسبس بالسَّحَرْ

اللغة والإعراب:- الفتى يراد به هنا الرجل الجواد. تعشو: تنظر إلى ناره من بعيد؛ من عشا النار: رآها ليلا من بعد فقصدها مستضيئا. الخصر: شدة البرد. "لنعم" اللام للتوكيد، ونعم فعل ماض. "الفتى" فاعل، وجملة "تعشو" حال منه، أو صفة. "طريف" بدل من الفتى، أو مبتدأ مؤخر، وجملة "نعم" الفتى خبر مقدم، ويجوز أن يكون خبرا لمبتدإ محذوف، والعكس. "ابن" صفة لطريف. "مال" مضاف إليه. "ليلة" الجو ليلة ظرف لتعشو، والجوع مضاف إليه. "والحصر" معطوف على الجوع.

المعنى: - نعم الرجل السخي الكريم طريف بن مالك، يقصده الناس من بعيد، مستضيئة بناره في زمن الحاجة والمسغبة، عند اشتداد البرد. وزمن الشتاء عند العرب هو زمن الحاجة والمجاعة، وفيه يظهر الجواد والشحيح.

الشاهد - في قوله: "ابن مال"؛ حيث رخم في غير النداء للضرورة؛ وأصله: ابن مالك، ونون على لغة من لا ينتظر.

(٢) - عجز بيت من الوافر، لجرير بن عطية، الشاعر الأموي المشهور، وصدره:

* أَلا أَضْحَتْ حِبَالُكُمْ رِمَامَا *

اللغة والإعراب: - أضحت معناها هنا صارت وتحولت. حبالكم: المراد: عهودكم وأواصر الألفة وروابط المحبة بيننا وبينكم. رماما: بالية ضعيفة، جمع رمة؛ وهي القطعة البالية من الحبل. شاسعة: بعيدة بعدا كبيرا. "ألا" حرف تنبيه. "رماما" خبر أضحت الأولى. "شاسعة" خبر أضحت الثانية مقدم. "منك" جار ومجرور متعلق بها. "أماما" اسمها مؤخر مرفوع بضمة مقدرة على التاء المحذوفة للترخيم، والألف للإطلاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>