للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المعنى: - لقد تحول ما بيني وبينكم أيها القوم من أواصر الألفة وروابط المحبة، وصار ما بيننا من عهود الود وأسباب التواصل كأن لم يكن، وأصبحت محبوبتي "أمامة" بعيدة عني، ليس في وصلها والرجوع إليها مطمع.

الشاهد: - في "أماما"؛ حيث رخم للضرورة في غير النداء، بحذف التاء على لغة من لا ينتظر الحرف المحذوف، وهو حجة على المبرد الذي أوجب ترخيم مثل ذلك على لغة من لا ينتظر، ولو رخم على لغة من لا ينتظر لقيل أمام بالرفع.

تنبيه

أ - كثيرا ما يرد "صاح" منادى، وأصله "صاحب"؛ فنودي نداء ترخيم بحذف الباء على القاعدة، وهذا أولى من قول من يقول: إن أصلها: "صاحبي"؛ ورحمت شذوذا بحذف ياء المتكلم والباء؛ لأن الأخذ بما لا شذوذ فيه أولى، وبخاصة إذا كان المطرد ممكنا.

ب - ورد في الشعر ترخيم المتسغات المقرون بلام الاستغاثة وغير المقرون بها؛ فالأول كقول الشاعر:

كُلَّمَا نَادَى مُنَادٍ منْهُم … يَا لَتَيْمِ اللهِ قُلْنَا يَا لَمَالِ

فإنه أراد: يا لمالك؛ فرخمه بحذف آخره وهو الكاف، وهو مستغاث مقرون باللام، والثاني كقول أبي شريح الأحوص الكلابي:

تَمَنَّاني لِيَقْتُلَنِي لَقِيطٌ … أَعَامِ لَكَ ابْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ سَعْدِ

وفي هذا البيت شذوذ من وجهين:

استعمال الهمزة في نداء المستغاث، وترخيمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>