وأنه لا يرخم إلا على نية المحذوف؛ تقول في مسلمة؛ وحارثة، وحفصة: يا مسلم، ويا حارث، ويا حفص، بالفتح؛ لئلا يلتبس بنداء مذكر لا ترخيم فيه؛ فإن لم يخلف لبس جاز؛ كما في نحو: همزة ومسلمة (١)، وإن نداه مرخما أكثر من ندائه تاماً؛ كقوله:
أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل (٢)
(١) الهمزة: علم على المغتاب، يستوي فيه المذكر والمؤنث، و"مسلمة": علم على قائد مشهور، واسم لكثيرين من الصحابة؛ ومن ذلك: مسلمة بن عبد الملك بن مروان، ومثل مسلمة: حمزة، وطلحة، من الأعلام المشهورة التي فيها التاء ليست للفرق بين المذكر والمؤنث؛ وفي ذلك يقول الناظم:
والتزم الأول في كـ"مسلمة" … وجوز الوجهين في كـ"مسلمة"
أي التزم الترخيم على لغة من ينتظر الحرف المحذوف فيما فيه التاء للفرق بين المذكر والمؤنث؛ كمسلمة، وجوز الترخيم على اللغتين فيما فيه التاء ليست للفرق، كمسلمة، علما. ولعل من الخير أن يبتعد عن اللبس مطلقاً؛ سواء كان في المختوم بالتاء، أم في المجرد منها، أم في غيرهما، ولا معنى لقصره على المختوتم بالتاء. فإن لم يكن هنالك احتمال لبس، جاز اختيار إحدى الطريقتين، وأمر ذلك موكول إلى المتكلم، وإن كانت الطريقة الأولى أنسب؛ لبعدها عن اللبس غالباً؛ لأن عدم وجود الضمة يوحي بأن في اللفظ الحالي حذفا.
(٢) صدر بيت من الطويل لامرئ القيس، من معلقته المشهورة، وعجزه:
وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
اللغة والإعراب: مهلا: مصدر مهل فلي الشيء، عمله برفق ولم يعجل به. التدلل: أن يثق الشخص بحب غيره له فيجرؤ عليه ثقة به، وإظهار المرأة الغضب والتمنع ولست بغضبي. أزمعت: عزمت ووطنت النفس. صرمي: هجري وقطيعتي. فأجملي: فأحسني. "أفاطم" الهمزة للنداء، وفاطم منادى مرخم بحذف التاء. "مهلا" مفعول مطلق منصوب بمحذوف. "بعض" مفعول به لمحذوف أيضاً، أي دعي بعض. "هذا"
مضاف إليه. "التدلل"
"الأول" مفعول التزم. "في كمسلمة" الفاء جارة، والكاف اسم لدخول حرف الجر عليها، بمعنى مثل مبني على الفتح في محل جر بفي، ومسلمة مضاف إليه وإعراب الشطر الثاني كذلك.