الثانية: أن يخاف التباس المبتدأ بالفاعل (١)؛ نحو: زيد قام، بخلاف:"زيد قائم، أو قام أبوه، وأخواك قاما"(٢).
الثالثة: أن يتقرن بإلا معنى؛ نحو: ﴿إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ﴾ أو لفظًا (٣)؛ نحو: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ﴾ فأما قوله:
وهل إلا عليك المعول (٤)
فضرورة
= اللغة والإعراب:
"بنونا" خبر مقدم. "بنو أبنائنا" مبتدأ مؤخر ومضاف إليه. "وبناتنا" مبتدأ أول مضاف إلى "نا""بنوهن" مبتدأ ثان. "أبناء الرجال" خبر المبتدأ الثاني ومضاف إليه، والجملة خبر الأول. "الأباعد" صفة للرجال وهو جمع أبعد.
المعنى: أن أولاد أبنائنا ينتسبون إلينا؛ لأنهم كأولادنا. أما أولاد بناتنا فينتسبون إلى آبائهم الأجانب عنا.
الشاهد: تقديم الخبر وهو "بنونا" على المبتدأ وهو "بنو أبنائنا" مع تساويهما في التعريف؛ لأن كلا منهما مضاف إلى ضمير المتكلم. وسوغ ذلك القرينة المعنوية التي تعين المبتدأ، وهي التشبيه الذي يقضي بأن بني الأبناء مشبهون بالأبناء. وقيل: هو من التشبيه المقلوب للمبالغة. ولا شاهد فيه. وفي هذه الحالة يقول الناظم:
فامنعه حين يستوي الجزءان … عرفا ونكرًا عادمي بيان
أي: امنع التقديم إذا استوى المبتدأ والخبر في التعريف والتنكير، وعدما القرينة والبيان الذي يوضح المبتدأ منهما من الخبر.
(١) وذلك إذا كان الخبر جملة فعلية فاعلها ضمير مستتر يعود على المبتدأ.
(٢) فإن الخبر في المثال الأول وصف، والفعل في المثال الثاني رفع اسما ظاهرا، وفي الثالث رفع ضميرا، فلا لبس في ذلك. وعلى ذلك فلا يجب تأخير الخبر فيها.
(٣) المراد: أن يكون الخبر محصورا فيه المبتدأ بإلا أو بإنما.
(٤) بعض عجز بيت من الطويل، للكميت بن زيد الأسدي، من شعراء مضر، من قصيدة من=
* "فامنعه" فعل أمر، والهاء العائدة على تقديم الخبر مفعوله. "حين" ظرف متعلق بامنع. "يستوي الجزءان" الجملة من الفعل والفاعل في محل جر بإضافة حين إليها. "عرفا" تمييز. "ونكرا" معطوف عليه. "عادمي" حال من الجزآن. "بيان" مضاف إليه.