الرابعة: أن يكون المبتدأ مستحقا للتصدير: إما بنفسه (١)؛ نحو: ما أحسن زيدًا، ومن في الدار؟ ومن يقم أقم معه، وكم عبيد لذيذ (٢) أو بغيره (٣): إما متقدما عليه؛ نحو: "لزيد قائم" (٤)، وأما قوله:
أم الحليس لعجوز شهربه (٥)
= قصائده المعروفة بالهاشميات، يمدح بها زيد بن علي. وتمامه:
فيا رب هل إلا بك النصر يرتجى … عليهم. . . . . . . . . . .
اللغة والإعراب:
يرتجى: يؤمل ويطلب. المعول: مصدر بمعنى التعويل والالتجاء. "رب" منادى منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف. "هل" حرف استفهام إنكاري. "إلا" أداة حصر. "بك" متعلق بيرتجى. "النصر" مبتدأ. "يرتجى" الجملة خبر، و"هل" حرف استفهام بمعنى النفي. "عليك" خبر مقدم. "المعول" مبتدأ مؤخر.
المعنى: هل يطلب النصر على الأعداء ويرتجى إلا منك وبعونك؟ وهل هنالك من سند يلجأ إليه الإنسان ويعول عليه إلا أنت؟ والاستفهام إنكاري.
الشاهد: تقديم الخبر المحصور بإلا في الشطر الثاني للضرورة. ويجوز أن يكون في الشطر الأول شاهد كذلك؛ إذا أعرب "بك" خبرا مقدما، و"النصر" مبتدأ مؤخرا. أما على ما أعربنا فلا شاهد فيه، ولهذا تركه المصنف.
(١) أي: بأن يكون له مباشرة صدر الكلام؛ كأسماء الاستفهام، وأسماء الشرط، و"ما" التعجبية، و"كم" الخبرية.
(٢) "كم" مبتدأ مبني على السكون في محل رفع "عبيد" مضاف إليه "لزيد" خبر.
(٣) أي: يكون مستحقا للتصدير لا بنفسه بل بغيره مما يستحق التصدير، كما مثل المصنف.
(٤) فإن "زيد" لا يستحق التقديم بنفسه، وإنما استوجب ذلك بسبب ملاصقته للام الابتداء التي لها الصدارة في جملتها.
(٥) صدر بيت من الرجز، ينسب لرؤبة بن العجاج، وقيل لغيره. وعجزه:
ترى من اللحم بعظم الرقبه
اللغة والإعراب:
أم الحليس: كنية الأتان، وهي أنثى الحمار. والحليس: تصغير حلس، وهو كساء رقيق يكون تحت البرذعة، وكنيت به هذه المرأة تشبيها لها بالأتان. =