للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال:

فإن القوافي تَتَّلِجْن موالِجا (١)

وتقول في افتعل من الإزار: "إيتزر" (٢)، ولا يجوز إبدال الياء تاء وإدغامها في التاء؛ لأن هذه الياء بدل من همزة، وليست أصلية (٣)، وشذ قولهم في افتعل من الأكل "اتكل" (٤) وقول الجوهري في اتخذ:. . . . . . . . . . .

(١) صدر بيت من الطويل لطرفة بن العبد اليشكري، وعجزه:

تضايق عنها أن تولّجها الإبر

اللغة والإعراب: القوافي: جمع قافية؛ وتطلق على حرف الروي الذي تبنى عليه القصيدة، وعلى القصيدة كلها، والمراد بها. هنا: القصائد. تتلجن؛ من الولوج وهو الدخول. موالجا: جمع مولج، وهو مكان الولوج أي: الدخول، "القوافي" اسم إن منصوب بالفتحة المقدرة على الياء لمعاملة المنصوب معاملة المرفوع المجرور "تتلجن" الجملة خبر إن "موالجا" منصوب بتتلجن، وكان حقه المنع من الصرف لصيغة منتهى الجموع، ولكنه صرف للضرورة، "تضايق" فعل مضارع مرفوع، وأصله تتضايق فحذفت إحدى التآءين وفاعله يعود إلى الموالج "أن تولجها" أن ناصبة وما بعدها مضارع منصوب والمصدر مجرور بعن محذوفة، وهو بدل من عنها "الإبر" فاعل تولج.

المعنى: أن القصائد والأشعار تؤدي بها معان دقيقة، تصل إلى النفوس وتدخل إلى العقول من مسالك خفية لا يستطيع والج أن يلجها، ولا يمكن الإبر أن تنفذ منها.

الشاهد: في "تتلجن" فإن أصله توتلجن، فالواو فاء الكلمة والتاء بعدها زائدة للافتعال فقلبت الواو تاء وأدغمت التاء في التاء.

(٢) أي: بإبدال الهمزة ياء.

(٣) وسمع: اتزر شذوذا، وقد تقدم ذلك قريبا فتنبه يا فتى.

(٤) وكذلك قولهم في أتمن من الأمانة: اتمن، بإبدال الواو المبدلة من الهمزة تاء، والفصيح في ذلك كله عدم الإبدال، وفيما تقدم يقول الناظم:

ذو اللين "فا" في افْتِعال أُبدلا … وشذ في ذي الهمز نحو ائْتَكَلا*

=


* "ذو اللين" مبتدأ ومضاف إليه. "فا" بالقصر حال من نائب فاعل أبدلا. "تا" بالقصر مفعول ثان مقدم لأبدال. "في افتعال" متعلق بأبدلا، أو بمحذوف نعت لنا، "أبدلا" نائب الفاعل يعود إلى ذو اللين، وهو مفعول الأول والألف للإطلاق، والجملة خبر المبتدأ. "وشذ" فاعله يعود على الإبدال المفهوم من أبدل. "في ذي الهمزة" في ذي متعلق بشذ، والهمز مضاف إليه. "نحو" خبر لمبتدأ محذوف، ويجوز أن يكون. "نحو" فاعل شذ، و"ائتكلا" مضاف إليه لنحو مقصود لفظه.

<<  <  ج: ص:  >  >>